–
أريد منكَ أن تصنع فلماً سينمائياً في عقلكِ .. واجعَل بطله شخص يسير بـ سيارته في طريق طويل ..
تأكد أن تجعل طريقه طويلاً جداً ، وتأكد أيضاً أن تجعل الصحراء القَاحلة ، تحف الطريق عَن اليمين وعَن الشمال ..
أرجو مِنك أن تحرص على ألا تقل مدة الفلم عن – 3 ساعات – .. اجعله فقط يسير في ذاك الطريق .. يسير .. يسير .. يسير
كـ مخرج لهذا الفلم ، أو كـ مؤلف لهذه الـقصة المملة ، برأيك الفني ما هـو المشهد القادم الذي سـ يأتي بعد هذا الطريق ؟
مؤكد أن الـمشاهدين يترقبون ظهور جنة من بين تلك الصحراء ، ويزيد حَماسهم – إن بقي في جعبتهم حَماس – عندما يلاحظـون
أن الطريق طويل جداً ، مما يعني أن نهاية الطريق .. سـ تستحق هذا العَناء ..
أنا ، عندما صنعتُ هذا الفلم في رأسي .. أظهرت في آخر الفلم حديقة ساحرة المنظر ، أو قصراً عظيماً ، أو مشهداً منعشاً أيما كان !
القَبيح في هذا الفلم ، أنه فلم واقعـي ! ..
وسبب قبحه بـاختصار .. لأن صُناع هذا الفلم الحقيقي يجعلون نهايته :
انحـراف هذه السيارة جهة الـيمين – صوب الصحراء يعني – !
ثم الولوج أكثر ، وأكثر ، وأكثر إلـى تلك الصحراء ..
ولكنهم يتأكدون من فتح النوافـذ .. لـيشتموا الهواء النقـي الحَار – لو سمحتوا – !!
والأهم ، المهم .. هـو أنهم يدخلون أكثر ، وأكثر إلى تلكِ الصحراء ..
رغم أن بداية الصحراء هـي ذاتها النهاية ..
الكون كله هناك ، لا يعدو كونه تربة ! تربة ! تربة !
انتظروا ! ..
الفلم لم ينتهي ، لقد اقتربت الاثارة ، .. رجَاء احبسوا أنفاسكم !
يسير صاحبنا إلى جوف الصحراء .. كما ذكرنا سابقاً
ثم يقف عند شجرة متهالكـة الأنفاس والجمال
ثم ينزل ، يخرج من سيارته بساطاً وتـمراً و (قهوة عربية)
وتقترب النهاية ، عندما يجلس صاحبنا مع عائلته بالقرب من تلك الشجرة
على بساط الجَنة ..
انتهـى الفلم ، ..
كَان من ضمن المشاهدين ، أشخاص غربــيون
عند نهاية الفلم أخذوا ينظرون لبعضهم ، بنظرات الاستغراب !
وكـ مشاهد عربي ، سـوف لن تجد أن الأمر غريباً ..
وربما تجد أن الأمر يستحق العَناء !

ههههههههههه أظن أنك كتبتيها بعد رحلة شيقة إلى ذلك المكان
وبالعموم ، سلم قلمك المبدع
شيء من هذا القبيل =) !
وسَلم مروركِ سَماهر
فعلا .. فالمشاهد العربي لن سيتغرب !
وأظن أن الغربيين قريبا لن سيتغربوا أيضا .. !
هل تظن ذلك حقاً .. ؟
ربما من يمدي ..
كان الله في عوننـا ، حييت
من يعي أن دنيآنآ نهايتها كأولها ، كلكم لآدم وآدم من تراب
( كما بدأكم تعودون )
شعرت بأن تخيل هذا الشعور سيزيل أي كبر وغطرسه من نفس أي متغطرس،
سيزيل أي سوء ظن بين الناس ،
سيجعل الراعي يستشعر أمانة رعيته ،
كذا حينما نرى شخصا في نهاية طريق كنا قد تركناه في أوله
نقول حينها : سبحان الله الدنيا صغيرة ، كويس اني شفتك ،
بإختصار سيجعل الدنيآ أفضل … ان تذكر أن النهاية صحرآء ، تراب ، قبر ،
تماما كما خلقنا من تراب ..
لكن هل نعي ؟؟
….
شكرآ لأنك تجددين في طرح المواضيع …
–
وشكراً لأنك تجيدين طرح أفكار جديدة في ذات الموضوع ..
لم أكن لأفكر يوماً بذلك المعنى السـامي الذي وصفته ..
إنها فكرة تأمـلية ، سأجربها عندما أعود مجدداً إلا هناك – وأتمنى ألا أعود –
أهلاً بكِ دائماً ، دائماً
فكروا بعد ثلاث ساعات من المشاهده لن تستغربوا؟؟
هو شيء عادي في حياة الرجال اما النساء فيظلن يتأففن طيلة الطريق.. ربما للرجال لطبيعتهم الرجولية أعين ترى ما لا ترى النساء لطبيعتهن الأنثوية؟
لكنه بالفعل فلم يثير الحيره بعد ثلاث ساعات يجلس في نفس المكان الذي كان يراه لثلاث ساعات مستمره.. فما ميزة هذا المكان؟؟
–
قد تكونين أصبتي !
ربما يشعر الرجل هنـاك برآئحـة الرجولة عندمـا تتعانق مع الصحراء الجـافة الخشـنة ..
أو يشعـر بالشهـامة والإقدام .. كونه قـاد أبنائه إلى تلك الصحراء البـائسة ..
أو لذلك المكـان ذكرى بـأيام قد مضت ..
عموماً لستُ برجل لأطرح مزيداً من الأفكـار .. سيكون من المبهر أن يخبرنـا أحد الرجال
عمـا يرونه وحدهم هناك في حين أننا لا نرآهـ نحن معـشر النساء
الرجل وحده من يعرف تلك الميزة / إن كان حقاً يملك – عيناً – مختلفة
حُييتِ ..
قد يكون لهذه الشجرة ارتباط مع البطل “السائق”, ربّما كانت من الروعة بعينه لدرجة انّه اعتقد انها انسب مكافأة لمن يحب .
ما يستحق او لا يستحق بالنسبة لي مبني عن قناعة الشخص نفسه
, اضرب مثلا , لوحات” بيكاسو” بالنسبة لي مجرّدة لوحة قد لا تختلف عن اي عمل فني اخر بل على العكس بالنسبة لي لوحة لفنان تشكيلي مبتدأ اجمل بعيني من معظم لوحات بيكاسوا,
بالمقابل يوجد اشخاص يدفعون الملايين من الدولارات ويقطعون القارات لرؤية أعمال ” بيكاسو”,
اغلبنا اقصد الأشخاص العاديين لا نفرق بين بيكاسوا و غيرة من الفنانيين التشكيليين , فاللوحات التشكيلينه بعيننا سواء , فهي مجرد
” خرابيش لا معنى لها ”
لكن لمن يعشق هذا الفن فيراه مميز جدا بل فريد للغاية
بيعت احدى لوحات بيكاسو بمبلغ
106.5 مليون دولار امريكي اي اي ما يقارب 391.92 مليون ريال سعودي !!! ,
بالنسبة للبعض هذا نوع من انواع الجنون وللبعض اللوحة تعتبر انجاز .
ربّما كانت الشجرة بعين السائق تعادل لوحات بيكاسوا بعين عاشقين الفن التشكيلي , فأهل الصحراء على حد علمي لهم نظرتهم الخاصة بالأماكن الجماليّة مع انها تبدو على انها منظر متكرر للغالبية .
فالناس فيما تعشق مذاهب ,
هذه وجة نظر شخصية قد اكون مخطيء او مصيب
تقبلي مرور