*
– تدرين أنا وإخواني الصغـار من وين كنا نتوقع – البيبي- يجـي !
أنا ، وتماضر نناظر في بعـض نظرة معناها – وش تبي ذي – !
أكملت الساذجة حديثها قائلة : كنت أحسب إننا نشتريه من البقالة !!
أنا ، وتماضر – من جديد – نناظر في بعـض نظرة معناها – وش تحس فيه ذي – !
أدركت الصديقة أننا لم نستوعب ما قالته .. أكدت قائلة : ايه والله إني صادقة كنت أتوقع إن أمي يوم كانت تبي تجيب بيبي راحت للبقالة وجابتني بس توني أعرف إن البيبي ينجاب من البطن !
يَ خرابي ! – قلتها وأنا أنظر لتعبيرات الحماس التي اعتلت صديقتنا في محاولة لإقناعنا أنها لم تكن تعلم حقيقة الحمل والولادة إلا الآن –
كان ذلك عندمـا كانت في الصف الثالث الإعدادي .. وكنا – أنا وتماضر – في الثاني الإعدادي
تكبرنـا بسنة هذه الصديقة
*
هذه الصديقة ………… ( تعد فستان زفافها ) الآن
..
*
عراك دار بيني وبين هذا القبيح ذو الأربع سنوات !
يصر دوماً على أن يجادلني بالتي هي أسوأ .. أدّعي أنني فتاة ولكن ليس فيما يخص هذا الطفل وقتاله طبعاً ..
هو قوي بيده ، وهي قوية بلسانها ( تلك أسحلة آدم وحواء / قوتان متكافئتان ! ) ..
أحب كونه غبياً أحياناً ، ذاك يشعرني بأنني الأقوى .. اشترى له أبي – صوصاً – جميلاً ..
وكلفه بالعناية به .. أخـي الصغير له فهم مختلف فيما يخص العناية بالحيوانات ..
وبحكم أنه – كان – مهوساً بالنظافة وبعد ثلاثة أيام من إحضار الصوص .. أحضره أخي إلى المغسلة .. وضعه في قعرهـا .. فتح – الذكي – الصنبور
وأخذ – يحممه – بحسب قوله .. وبحكم روح الذكاء التي كانت تسكن أخي كان لابد من تجفيف الصوص المسكين الذي يرتعش برداً بعد ذلك – الدش – المنعش
وبأكبر منشفة يملكها أخي أخذ الصوص صاحب الحظ السيء الذي وقع بين يدي أخي الصغير .. وضعه في وسط المنشفة .. وأغلق عليه المنشفة من جميع الجهات
أرأيتم عندما تجففون شعوركم بالمنشفة ، تضعون المنشفة على الرأس ثم تضغطونها بأيديكم على الشعر ! ذلك ما فعله أخي بالمسكين ..
أخذ – ينشف ريشه – بكلتا يديه .. ( بحماس عنيف ) .. النظرة الحزينة لا زالت تتملكني كلما تذكرتُ شكل الصوص عندما كان جثة هامدة على أرض المنشفة
هو صدقاً لم يكن جثة بل كان جثثـاً عدة .. فعندما فتح أخي المنشفة وجد الصوص تحول إلى قطع عدة .. بلا روح .. بلا حياة
كان ذلك في زمن مضـى
*
هذا الغبي ………… ( بدأ يقود السيارة ) الآن
*
في زيارة للزوج عند بيت أهل زوجته يهيء الأهـل المكان لاستقباله ، وكذلك هي الزوجة تهيء نفسها لمقابلته ..
ولخلق جـو من الـخصوصية والتعارف التي تسبق زواجهمـا ..
للزوجة أخت صغيرة ، ليس في قاموسها معنى للزواج أو الخصوصية أو – بلا لقافة – بريئة تعمل ما يروقها بدون التفات لأحد أو عادة أو خُلق !
في كل مرة يأتي فيها الزوج للقاء زوجته والسمر معهـا .. تدخل الطفلة بلباس البيت .. و – تتكيء – في حضن أختها .. وتستمع إلى أحاديث العاشقين
رغم أنها لا تدرك منها شيئاً ولكنها تصر أن تدخل في الحوار ولو في موضوع آخر .. تشارك الزوج الحديث في – مكيف غرفتها الـخربان – مثلاً
تخبره عَن أخبار العـائلة ، تحـاوره بكل جرأة و براءة .. وغباء وسذاجة .. وإحراج
تشعر أنه من كامل حقها أن تحضر كل اجتماع يخصهـما ، وتشعر أنه لا بد من مشاركة الحديث ، من التفاعل ، من الحماس
في دقائق انتظار الزوج قدوم زوجته في المجلس ، تستغل الطفلة خلو المكان إلا منه وتركض لمقابلته بـ – لبس البيت – أيضاً وو – شعر البيت –
تحكي له مزيداً من القصص ، والنشرة المعتادة لآخر أخبار العائلة .. ثم تأتي الزوجة لمقابلته .. تأتي الطفلة تنام في حضن أختها – كالعادة – وهي تستمع إلى أنغام الحديث
وفي كل مرة يأتي هو ، تستمر الطفلة في سكب مزيد من الإحراج و – الفشيلة – إلى أختها ( الزوجة ) .. وإلى كل العائلة
*
هذه الطفلة……….. ( تدرس الجامعة ) الآن
هذه نون !
– –
تشعر عند ذهابك لرحلة استجمامية خارج البلدة ، أن العمل توقف في كل العالم كما هو الأمر بالنسبة لك ..
وتعود بـعد زمن ، لتكشتف أنك وحدك الفارغ ، و العالم كله سواك .. يمضي
لا أؤمن بالمستحيلات إلا تجميد الزمن !
* ذكرى / قد تكون بطارية ساعتكِ قد فرغت ، لذا سيتوقف الوقت بالنسبة إليك .. ولكن الأمر ليس ذاته مع بقية ساعات العالم !
الدنيا تمضي ، وأنتَ تكبر ، والـكل يعمل .. لا تبلبل كثيراً فيما يخص الوقت والزمن سيفرغـان بكِ / أو بدونكِ
لا أدري إن كنتُ وفقت في كتابة هذه التدوينة أم أنها غريبة الأطوار ، ذلك ما أشعر به !

لَيست غَريبة أطوار ، إنما هي فَريدة .. كَ بقية التدوينآت هنآ و كَ أنتِ ..
ستكتبين يوماً عنها و سَ تقولين هذه التدوينة كاتبتها ………. تنشر روايتها السادسة 😉
–
هي فريدة ليس لأنني أنا من كتبها !
إنها كذلك لأن فيها الوجود الأول لكِ هنا
لآخر الدنيا / أهلاً بكِ
–
غريبة الأطـوار ،
منذ متـى و أنتِ تحذين حذوهم !
مختلفـة دائماً ، و مذهلـة أيضاً 3>
–
اطمأن قلبي الآن .. ^^
مدينة لكِ بالكثير ..
هههههه على العكس : )
تدوينة مميزه يا نون ….
كُل المنى لكِ بحياة سعيدة
–
وأنتِ كذلك ، أهلاً بكِ للمرة الثانية ^^
نون ..
أعدتِ الحنين إلي ، ذاك الحنين إلى طعم الطفولة و العابها !
راقني ما كتبتِ 3>
–
لـآ انتهاء من ذلك الحنين الذي لن يعود =( !
أظنك ضيفتي للمرة الأولى ..
لذا أنا سعيدة ، أهلاً بكِ
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
رسمتي على محياي بسمة حبوبه …
(=
–
وعليكم السلام ورحمة الله
واو ، هل أجيد ذلك حقاً !
أهلاً زهـرآء ، عودي إلى هنا دائماً سأنتظرك ^^
نون ..
تدوينتك استوقفتني لأسجل إعجابي ,
فعلا ( العيال كبرت ) أعيش حاليا هذه الحالة مع أغلب من حَولي, ربما لأن ذلك حدث فجأة لم أكن مستعدة نفسيا لذلك P:
ولكن كَما قلت: الزمن لا يتجمد ,
دمتِ بود
–
أمَاني ..
هَل أنتِ تلك الروعَة ذاتها ؟
صدقيني .. لا شيء يحدث فجـأة .. الفجأة هي يقظتنا بعد السبات =(
أهلاً أهلاً بكِ ..
حُلوتي .. لا تتركين المكَان إنه سعَيد بكِ جداً جداً =)
الحمد لله اني صديقة تلك الفتاة البريئه.. نون اهكذا كنت
–
انتقيتُ ألطف حدث ..
كنتُ أسوء =|
تتدوينه جميلة بسبب لمسة العفوية وبراءة المواقف .
كل موقف يخرج بعفوية وبراءة يندرج ضمن الذكريات الجميلة , براءة اتمنى لو انها موجودة في عصرنا الحالي .
قبل فترة بسيطة منذ حاولي عام تقريباً,
جلست بالقرب من اطفال لا يتعدّون السابعة من اعمارهم , “أخ مع اخته ” امّهم حامل في شهرها الأخير.
الأخ هو الكبير فيقول لأخته بالحرف الواحد ” متى تروح امي للمستشفى عشان يقصون بطنها ويجي اخوي”
ردت اخته الأصغر منه بالحرف ” لا ما يقصون بطنها بروحه يطلع !!!!!!”
عن نفسي
كان رد الطفلة كالصاعقة بالنسبة لي .
ما هي الا لحظات ورجعت لنفسي وقلت , ماذا تتوقع في زمن الانفتاح ؟
شاكر لك جودة طرحك
–
هذا أبسط ما يمكن أن يحصل في هذه الأيام
الأطفال أصبحوا مخيفين ، لا يفوتهم فائت
ما الذي تبقى للأطفال إن تلاشت برائتهم ؟
أهلاً بكَ مجدداً
امممم ربما اسميها ” لذيذة أطوار ”
تحميل نكهة مختلفة ..
و جنونية كـ نون في براءة طفولتها ..
حقًا .. الزمن لا يتوقف ..
و ربما هو يجري و نحن لا نتنبه ..
بالأمس كنا أطفالاً نلهو .. و اليوم ننزعج من أصوات الأطفال الذين يلهون حولنا ..
كوني متألقه في كل تدوينة ” نون ”
ودي لك 🙂
بالأمس كنا أطفالاً نلهو .. و اليوم ننزعج من أصوات الأطفال الذين يلهون حولنا ..
أحببتُ مقولتكِ هذه ، واسمحي لي أن أقتبسها أحياناً
فعلاً اتيتي بلب الحديث
أهلاً بكِ .. يا عزيزتي ^^