الصامتون

يستطيع كل من في هذا العالم أن يثرثر
سوا أن “الاستماع باستمتاع” مهارة لا يُتقنها أي أحد .
بطريقة ما وجدتُ أنني حدتُ عن الوسطية ..
مستمعة فذّة لا تجيد الحديث والثرثرة .
هكذا كنتُ ولا أزال ..
إنني أمقتُ أي استخفاف قد يصدر من أحدهم تجاه أحاديثي ..
عقدتُ الكثير من جلسات الشورى في داخلي .. تجرأت كثيرًا قبل أن أتحدث …
إن الحكاية لا تحتمل سوا تقدير الكلام الذي سُيقال.. على الأقل بالنسبة لشخص لم يعتد على إعطاء الحرية لحروفه التي تقطن في داخله.
حظيتُ اليوم بشخص استمع إليّ بعناية .. كان يراني وكأنه يستمع إلى حديث من ذهب ..
بدا لي أن الزمن توقف عن المسير .. كنتُ أتحدث فتتسارع الحروف و تتداخل فيما بينها.. إنني لا أريد خسارة هذا الوقت … كنتُ أتحدث بلهفة عارمة سوا أنني غلفتها بالكثير من الأسلوب البارد … إنني هكذا .
حروفي العزيزة تحتسب ألف حساب تجاه الشخص الذي سيستمع إليها ..
قدّر أحاديثي .. احترم اعترافاتي فلربما سخرية صغيرة منك تجاه اعتراف حساس جدًا مني..
يورثني “خرسـاً” أبديًا.
ليست مزحة!
شكرًا لكِ. استمعت إلى شيء ثمين مني. شكرًا لعملكِ الشريف .
شكرًا لعشرين سنة قادمة !

اكتب تعليقًا