لماذا أجد صعوبةً في أن أكون أنـا كما أنـا ؟
أكثر شخص أرغب بفك شفرته هـو أنـا .. دائمًا ما أتخيلني
في مشاهدَ متعددة ، أتخيل ردة فعلي حيال الأشياء ورأيي بها
كم هـو صعبٌ في حالتي أن أكون وحيدة ، تلك الوحدة اللذيذة
التي تُربّي على الثقة والشجاعة والمسؤولية والاستقلالية والقوة … تلك أكثر الأشياء التي أريد الحصول عليها
وبما أنني مغرمةٌ بالخصوصية والاستقلالية ، فإن اتخاذ أول قرار شخصيّ لوحدي سيكون بمثابة أعظم يومٍ في حياتي
كنتُ أرفضُ فكرةَ العيش خارج مدينتي التي ولدتُ وعشتُ فيها ولا أزال ، ودائمًا ما أردد ذلك عند صديقاتي .. حتى أننا ذاتَ يومٍ كنا في جلسةٍ هزلية نسأل بعضنا أسئلة من نوع : “طيب لو جالك واحد لؤطة بس برا الرياض، توافقين” كان جوابي فيما سبق : قطعًا لا .
ولو عاد حديثنا مجددًا لأجبت : قطعًا نعم ! حتى بدون “اللؤطة” أريد التخلي عن الرياض
صحيًا ممتاز! أعني أن هذا أكبر دليلٍ على أنني أتغير بشكلٍ دوريّ .
ولكن على الجانب الآخر ، سأسألك بعطفٍ وأنـا أتحسس وجنتيك .. سأرى عينيك المليئتين بالدموع وسأسألك بحنان : من الذي جعلكِ توافقين على التخلي عن أكثر مدينة يرفّ لها قلبك ؟
سأسأل نفسي سؤالًا كهذا وسأبكي لأن الجواب لاسع. من يعرفني بحق -ولا أحد يعرفني بحق- سيدرك أنني أحب الرياض بشكلٍ مختل ، حتى وجهها القبيح المكتضّ بالأشياء والبشر أحبه.
سوا أنني أشتاقُ إليّ . أشتاقُ إليّ بشكل باكِ .
هل أقول تبًا لمن أجبرني -بطريقةٍ غير مباشرة- على التضحية
بأحد الخيارين ؟ وهو يعلم أن كلاهما ثمينٌ بالنسبة لي
أحب الرياض وأعشقها ولكن بطريقة مسؤولة لا أرى أنها أهم مني ومن “العودة إلى حقيقتي الغائبة في داخلي”
لن أقول تبًا لشيء أو لأحد . بالنهاية أنـا وراء كل الأسلاك الشائكة في حياتي . الشماعّة التي اعتدتُ أن أعلّق عليها عُقدي ليست موجودةً الآن
واو مشهدٌ مُتقنٌ في المسؤولية!
غـرفتي هي وطني. هي القالب الذي أفرغ فيه ذاتي -بطبيعتها- . ما أجملها من لحظةٍ عندما أُقفل الباب مساءً لأعيش معي فقط مشاعرٌ عذبةً لا تُوصف . أشعر حينها أن الفرق الوحيد بيني وبين رئيسٍ ك “أوباما” مثلًا هو فرق مساحة الرئاسة فقط . فهو يرأس أمريكا بولاياتها وأنٓا أرأسُ غرفتي الصغيرة . مملكتي. عالمي الحقيقيّ. أدرك أن شعورًا كهذا طفوليٌّ للغاية ولكن هكذا أصبحت ! .
لو خـرج المارد السحريّ يومًا ليسألني عن حلمي
سأخبره
“القليل من كل شيء” !