أود أن أقول شيئًا لكِ . أنـا لطيفة!
وما مرّ يومٌ في حياتي أضمرتُ به شرًا لكِ .. لم أؤذيكِ يومًا ولن أفعل ، حتى إذا ما بدأ شيطاني الغاضب بغيبتكِ داخل عقلي … أسكته بالقوة
اليوم وقبل أن أتخلص من دفتر مذكراتٍ لي كتبته قبل ستِ سنوات من الآن عندما كنتُ في الصف الثالث ثانوي .. تأملتُ الدفتر مليًا … كم تأثرتُ كثيرًا من كلماتي وأفكاري البسيطة آنذاك … كنتُ دائمًا ما أكتبُ عنكِ وإليكِ .. أحدثكِ وكأنكِ ستقرأين ما خطه قلبي إليك .. كانت كلماتي دافئةً جدًا ، عذبةً جدًا، وبريئةٌ بالدرجة التي لو ظهرتْ أمامي نورة -طالبةُ الثانوية- لاحتضنتها كثيرًا ولطبطبتُ على كتفها بحنية …
أنـا أحبكِ وهذه هي المشكلة !
لو لم تكوني أولى اهتماماتي ، وحبي وبهجتي وكنزي .. لما كان الأمر صعبًا إلى هذه الدرجة …
لو لم تكوني أنتِ لأفضيتُ لكِ عن غضبي … لعقدتُ حاجبيّ أمامكِ … لسمحتُ للعتاب المكبوتِ أن يتنفس … لأخبرتكِ كم فعلًا فعلتِ وأحزنني … لحدثتكِ عن صعوبةِ أن تفهمين تفكيري ومنطقي .. لقلتُ لكِ كل شيء … وانتهى .
لشُفي قلبي ، وفرغَ غضبي وعتبي .. ولعدنا إلى ما كنا عليه بكل حُبٍ وسلام .. حتى أنني لن أحتاج إلى الحديثِ عنكِ هاهنا ، لأن المسألة التي بيننا ستكون حُلت فيما بيننا ..
ليت الأمر بهذه البساطة ، ليتكِ تقرأين قلبي أو تحاولين .. ليتكِ تجربين فهمي .. ليتكِ تستوعبين حبي لكِ … ليتكِ تسامحيني .. وهذا ما ستفعلينه مثل كل مرة ..
بالرغم من كل شيءٍ ، إن لم تُصدقي حقيقةَ أنني لم أنوي إيذائكِ يومًا فعزائي أن الله يعلم ما بقلبي …
كان تجاهلكِ لوجودي قاتلًا .. وكأنكِ تريدين أن تخبرينني أنني وقطعة الأثاث واحد! تتحدثين مع كل الناس سواي .. بالعنوةِ كنتِ صامتةً معي ..
وإذا ما التقتْ نظراتنا ببعضنا دونما قصد ، تحدثت عينينكِ حديثًا قاسيًا لا يُشبه جمالهما ، كأنهما يقولان لي : كم أنتُ مُخيبةٌ للآمال يا نورة ..
ما الذنبُ الذي لأجله استحقيتُ كل هذا ؟ تصرينَ أنني أذنبت .. أُصـر بأنني بريئة ..
تصرين بأنني سيئة ، وأُصـر بأنني ذاتُ قلبٍ طيبٍ للغاية .
أشعر بالنعاس لذا يجب أن تتوقف هذه التدوينة ، حضر النوم وشمرت عن ساعدها الأحلام ..
لو كان بيدي اختيار حُلمٍ لهذه الليلة لاخترتُ أن أدخلكِ في قلبي لتقرأين عمرًا وروحًا ابدءا بكِ ، وانتهيا بكِ ..