يستهويني أن أكتب في وقت النعاس ..
مني إلي .. كلامٌ أكتبه بنصف عينٍ مستيقظة ، لأقرأه غدًا وكأنني أقرأه للمرة الأولى … وكأنه كلامٌ ليس مني … ! بفضل النعاس نكتب وبفضل النعاس ننسى ما كتبتا ثم نقرأه من جديد وكأننا نتعرفٌ على جزءٍ منا لم نعيه ..
الكٰتّابُ أمثالي يفهمون جيدًا ما أقصده . وبالمناسبة “الكُتّاب” كلمةٌ فضفاضةٌ واسعةٌ المعاني ولا يجبُ أن يُفهم إطلاق هذا المعنى لنفسي من باب المدح . لا أدري لماذا أبرر ما كتبته ، على أي حال لن أبخل بمدح نفسي في مدونتي فلا تقلقوا ولكنني أحبّ الصدق مع نفسي قبلَ كُل شيء .. كنتُ أطمح أن أكون كاتبةً بامتياز – فيما مضى – حتى أن امتلاك كتبٍ مذيّلةٍ باسمي كان حلمي الأعظم ، ولكنني لم أعد كذلك ، لم يعد يعنيني أن أكتب أو لا أكتب .. كانت الكتابة بالنسبة لي واجبًا يجب آداؤه ، ولكنني تخلصتُ من هذا التكليف وأصبح الأمر أريحيًا .. متى ما اشتقتُ لمدونتي أتيتُ لها وكتبت .. أحبُ أن أراني في مراحل حياتي المختلفة .. وهذا ما يحصل تماماً هنا .. وقد كتبتُ فيما مضى أن الكثير من الكتابات هنا لم تعد تمثلني الآن ، تمامًا مثل هذه التدوينة التي سأنكر انتمائي لها يومًا ما من شدّة اختلافها عني مستقبًلا .
أحبُ ندرّة من يقرأني هنا ، هذا يعني الكثير من الراحة … الكثير من الصدق ..
كشخصيةٍ تُحبُ التجديد دائمًا ، ودائمًا ما تُطلق عليها والدتها “راعيّة طفّة” .. كل البرامج والمواقع “ودفاتر المذاكرات” أدمنتها لزمنٍ ثم تخليتُ عنها .. “الطفّة” تمتدّ للكثير من تفاصيل حياتي .. لذلك استمراري في هذه المدونة لأكثر من سبع سنوات يعدّ معجزةً بالنسبةِ لي …. وهذا سبب عشقي لها . لنقل أحد أسبابِ عشقي لها .
لنحكي عن يومي الرمضانيّ .. كان يومًا هادئًا .. جميلًا . خرجتُ فيه مع مجموعةٍ من الصديقات .. لطالما تسائلتُ وأنـا بينهن : هل هذا مكاني …
لم أجد الجواب بعد ..
أودّ أن أخسر المزيد من وزني لكي يتلائم جسمي مع فستان العيد ، المضحك أنني لم أشتري فُستانًا للعيد بعد! .. سيدة “الزنقات” أنـا ، وكثيرًا ما ينهرونني على هذه الصفة . أنـا هكذا ولا أسعى للتغيير ولا أرى بأساً كبيرًا من هذه الصفة .
وعلى ذكر الرشاقة ، أذكر أنني في أيام التدريب الميداني وبعدما أفضيتُ لزميلاتي عن رغبتي بخسارة المزيد من وزني ، قالت إحداهن : “ترا أنـا ما أحب الي ياي تبي تنحف وهي من أصلها نحيفة”
كلمتها كانت -على بلاطة- ولكن شكرًا لهكذا صراحة … لأنه ، ولأول مرةٍ في حياتي يصرّح أحدهم لي أنني رشيقة .
هناك الكثير من الرشيقات يودون خسارةَ المزيد من الوزن ، هذا صحيح ، وأنـا أشارك زميلتي عدم حب هذا الصنف من البنات لأن “الدايت” بالنسبة لهن “حاجة اوفر” . ولكنني أحببتُ أن تراني زميلتي بهذا المنظر .. أتخمتُ فرحًا ذلك اليوم رغم لهجتها الجافة ورغم أنني أدركُ أنني لستُ رشيقةً بما يكفي لتقول عني هذا الكلام ..
أعترف أنني أضعفُ تمامًا أمام “لقيمات” أمي .. أغمسّها بـ “الشيرة” قبل ساعةٍ من الآذان ، لتتشرب السكّر السائل ، لتذوب في فمي بكل لذّة . طعمها أخـّاذٌ فاتنٌ مسّكر .
السمبوسة لم تعد تفتنني كالسابق لأننا اعتدنا هذه السنة شويها بآلةٍ صحية . لم تعد متخمةً بالزيت كالسابق .. والحمد لله ، لأن الشوي يفقدها بعض لذتها .
هذا هو أول رمضانٍ أقضيه في منزلنا الجديد ، لا نملكُ ذكرياتٍ رمضانية هنا ، صحيح ، ولكننا ها نحن نصنعها يومًا بعد يوم .
لم أعد أقوى على فتح عيني … يجب أن أنـام رغم أن جعبتي تحمل الكثير . الوداع