في كل مرةٍ تخبرني أمي عن “خُطبة” جديدةٍ لي يبدأ قلبي بالخفقان ، خوفًا لا حماسًا …
الحمد لله أنها هذه المرة لم تحدثني وجهًا لوجه بل هاتفتني وأخبرتني بالخاطب الجديد حتى لا تلمح تعابير الخوف على وجهي .. أغلقتُ السماعةَ منها وأنٓا أود البكاء .. كان قلبي ينبض بشدّة ، كنت خائفة جدًا .
أخاف أن تُسلب طفولتي ، أشعر أنني صغيرةٌ حتى الآن ، نعم حتى بعد تخرجي من الجامعة .. واعترافٌ كهذا سوف لن أقوله لأمي أبدًا ، أشعر أن روحي أصغر بكثيرٍ من عمري ، أنـا خريجة ولكنني لا أمتلك شعورًا كبيرًا حيال ذلك ..
حتى أنني لاحظتُ اليوم أن خوفي تضاعف عما سبق على اعتبار أنها أول خطبةٍ لي بعد التخرج .. كان شعورًا عكسيًا، ظننتُ أنني سأمتلكُ مشاعر أكثر قوةً عندما أتخرج ، ولكن هذا لم يحدث .
أنـا لا أدير بيتًا ولا أُسمى -امرأةً- ولا أطبخ ولا أستطيع مهاتفة الكبار ، وأخاف أن أذهب لاجتماع نسائي وحدي ، وكثيرًا ما أنسى هاتفي في السوق وأذكره بعد زمن ، لا أجيد مكر النساء ، ولا أقرأ ما بين السطور ، ويسمع الجيران صراخنا عندما أتخاصم مع أختي حول قطعةٍ من الحلوى ، وبعد كل هذا تُريدني أن أتـزوج ؟ أنـا خائفةٌ وأود أن أحضن أمي للأبد ..
رغم ذلك أيما كان الذي يريدني زوجةً له ، أحترمه كثيرًا لأنه أحسن الاختيار ، مهما تعددت مساوءي أدرك أصلي ، ومن أكون
لا يهم ، سأقول لا مجددًا ، هذه نيتي إلا إذا لعبت أختي برأسي كعادتها ، لأختي سحرٌ في الإقناع لا يُعقل .. أدخل عليها برأيٍ لا يتزعزع ، وأخرج منها برأيٍ يخالف الذي جئتُ به ..
إليه:
إنْ قدّر الله أن أكون نصفك، مهما قلتُ لا ، سأكون نصفك .