لا بأس ، سأعترف أنني استمتعتُ باجتماعي مع صديقاتي ، استمتعتُ بما يكفي أن أرفض مغادرتهن قبل الساعة الثلاثة صباحًا ..
كانت متعةً خالصةً لا يشوبها شيء ، لم أرى الساعة ولم أُمسك بهاتفي ، ولم أسرح بخيالي ولا مرة ..
ما أجمل تلك الليلة ، ما أجمل حديث الأصدقاء .. ما أجمل انفتاحنا في الأحاديث ، ولأنك لن تتلقى في نهاية حديثك أي نقدٍ أو نصيحة أو نظراتٍ مُعاتبة أٰبيح الحديث بأي شيءٍ مع الأصدقاء .. فقرة الحرية هذه هي التي فتنتني تلك الليلة وجددت رغبتي الخاملة في الصداقة .
لسوء الحظ لم تكن أمي في البيت ذلك اليوم ، وددتُ لو رأت -سناعتي- في تجهيز المنزل لاستقبال صديقاتي ، صنعتُ القهوة والشاي بنفسي .. هذبتُ كل شيءٍ بنفسي ، أعترف أن قهوتي كانت فاشلة وطعمها يشبه ماءًا برائحة القهوة إلا أن صديقاتي لم يرين بأسًا بها -في الحقيقة رأين بأسًا بها قرأتُ ذلك في وجوههن ولكنني رحبتُ بمدح قهوتي ولو كذبًا-
لقائي مع صديقاتي كان اليوم الأجمل من بين مئة وعشرين يومًا من أيام الإجازة الصيفية .
الحمدلله .