هل قلتُ أنها مصيبةٌ جميلة ؟ … ربما آن لي أن أراجع كلماتي مجددًا ….
كنتُ أرى الجانب المشرق الصغير من هذا البلاء … وأتناسى البلاء ذاته ، لحين أن حدثني أبي بانكسارٍ وددتُ لو اختفيتُ من هذا العالم قبل أن أراه بهكذا حال …
تزداد الغُصّة في حلقي كلما تذكرتُ شأن أبي بين جماعته ، قويٌّ أبي ….. قويٌّ أبي حتى أنني في صغري كنتُ أخاف من غضبه وحنقه عليّ … كان أبي ولا يزال عظيمٌ بمجاله ، واسعُ العلم ، ذو هيبةٍ ووقار .. وله طلابه وأتباعه المحبون ..
شخصٌ كهذا لا تُريد أن ترى انكساره وضعفه أبدًا ، ناهيكَ عن كونه أبي ، الرجل الذي لم يضعف أمامي ولو للحظة ..
كان يحبس الدموع في عينيه ، داخلي يردد : “تكفى لا تصييييح.. تكفى لا تصييييح” … إن كانت قوتي لا تكفي لتحمل منظره الكسير كيف ستتحمل دموعه؟
الحمد لله أنه لم يبكي أمامي ، ربما لو بكى أمامي لوجدتُ صعوبةً شديدةً في حل الأسلاك الشائكة التي حصلت في بيتنا …
لم يبكي ولكنني أخاف عليه من شيءٍ يكبرني للغاية ، أخافُ أن يسقط أبي مغشيًا عليه، أخاف ألا يستيقظ بعد ذلك السقوط أبدًا … أخاف عليه بشكل جادٍ للغاية ، لم أخشى على أمي بقدر ما خشيتُ عليه .. ربما لأن الواقعةَ عليه أشدّ و أقسى …..
ما أدركه تمامًا أنني لا أريد أن يرحل أبي من هذه الدنيا وهو مفطور القلب ، مكسورٌ حزين …. ما بالي ؟ من قال أنه سيرحل ، أعوذ بالله …
أخبرتني أختي أنه أفضى لها عن خوفه على مستقبلي أنا وأختي الصغرى .. يا إلهي يا أبي أنتَ تحزنني ، أنتَ تقتلني …
لكل فردٍ في عائلتي رسالةٌ من هذه المصيبة دوره أن يحاول فهمها … أشعر أن رسالتي أن أحافظ على عائلتي لكي تبقى عائلةً متحدة … وأن أتمسك بحبِ كل فردٍ فيها …
أشعر أنني هذه الأيام أحبُ عائلتي كما لو أنني لم أحبها من قبل ، ربما يتوجب عليّ شكر المصائب التي تزيد من ارتباطي بهم ..
ياربِ … السلامُ على أبي ، وعائلتي
ماذا حل بأبيك ؟