كان الأمر سهلًا هذه المرة ، أعني أن نسبة “الدرامية” قلّت بشكلٍ كبير فلم أبكي إلا عند عودتها إلينا ..
مرض من أهل البيت ثلاثة من أصل أربعة وأنا لحسن الحظ كنتُ الرابعة ، كنتُ المسعفة أو لنقل -الأم المزيفة- فما إن يتألم أحدهم أقف حائرةً أمامه قبل أن أجهزّ له حبة -بروفين- جديدة ، وهكذا حالي مع الثلاثة ، وعندما أشعر أن -البروفين- لم يجدي نفعًا لهم فإنني بمهارة الأم المزيفة أنتقل إلى الخطة رقم باء وهي مشروب البابونج ، ولأنني مزيفة فإنني للأسف لا أملك أي خطةٌ أخرى عند فشل الخطتين وهذا ما حصل ! لم يجدي -البروفين- ولا -مشروب البابونج- في حلّ الأزمة التي حصلت لثلاثتهم ..
أشعرُ أن فقدهم لأمي سببُ جزئيٌ لما حلّ بهم ، لنرى .. عادت إلينا هذه الليلة وأزعم أنني سأراهم كالغزلان غدًا !
حبيبتي أمي ، كل شيءٌ يسعدها يسعدني بالتأكيد ، ما أحلاها ! عادت إلينا وهي سعيدةٌ مبتهجة .. عادت أمي وهي محمّلةٌ بالحكاوي والهدايا … بعودةِ حبيبتي يعود بيتنا لتوازنه ، وبعودتها أنتحّى أنا عن منصبي كأمٍ مزيفة لأعود إلى منصبي المعتاد كأكبر بنتٍ في البيت تنامُ متى ما اشتهت وتستيقظ متى ما اشتهت .. – وكأنني حرمتُ نفسي من النوم هذه الفترة – :d
العيش بدون أمي كانت تجربةً من الأنانية ألا أتمنى تكرارها ، لم تكن تجربةً صعبةً ولا سهلة ، كان الأمر يشبه قطعة -بازل- مفقودة من غير الممكن إتمام اللوحة من دونها .