يوم سعيد (بزيادة)

“لو وناسة اليوم مقسمينها أجزاء على كم يوم” 

ضحكت صديقتي تظنني مازحة، ولكنني قلتها وأنا أعنيها … لقد كان يومًا بالغ السعادة .. مثاليًا بدرجةٍ لا تُصدق 

في الساعة الثانية والنصف سمعتُ صجةً حولي ، لأتفاجأ بوجود كعكة مشعّة وحولها الكثير من الطعام ، كُتب عليها “ميلاد سعيد” لم يا تُرى ؟ 

علمتُ بعد ثوانٍ أن هذه الحفلة لمواليد برج الحمل ، أي أنني أحد المعنين فيها أنا وثلاثةٌ أخريات …. كانت مفاجأةً سارّةً جدًا … والجميل فيها أنني حصلتُ على صندوقٍ مليءٍ بالهدايا التي أحبها 

صممتُ لكل عضوةً في المركز قائمة أمنياتٍ نشرتها في مجموعة الواتس أب الخاصة بنا .. لهذا حصلتُ أنا وصديقاتي على الهدايا التي كنّا نتمناها 

لاحظ أن شهر الحمَل لم يأتِ بعد ولكن لارتباطي في العمل لصالح شركةٍ شهيرةٍ في الرياض بدءًا من الأسبوع القادم وحتى شهرٍ من ذلك الحين لهذا قاموا بتقديم الاحتفال الرهيب 

في الساعة الثالثة والنصف ظهرًا وصلت هديتي من “مونكي كوكيز”  متجر الكوكيز الشهير، ولكنها ليست لأجل ميلادي بالتأكيد ، بل لأنهم أصبحوا أحد عملائي .. من السعيد أن أحصل على هديةٍ من متجرٍ رفيعٍ كهذا ، ومن السعيد أنني قمتُ بمشاركة الكوكيز مع جميع زميلاتي في المكتب ، ومن السعيد أن تبدو كريمًا دون أن تتكفل بدفعٍ ريالٍ واحد حتى ، ومن السعيد أن مشاركتي للكوكيز مع بقية زميلاتي سمح لي بالتسويق لوكالتي تحت بند “هؤلاء عملائي” 

خلال اليوم لم يتسنى لنا تناول وجبة الغداء ، ولم أنوي الشراء من أي مكان ولكنني رغبتُ ب”ستار بكس” هكذا فجأة بدون سبب .. وطبعًا لأن خيار التوصيل لم يكن متاحًا استبعدتُ الفكرة من رأسي 

في الرابعة والنصف عصرًا كنتُ في اجتماعٍ مع عميل في قاعة الاجتماعات ، انتهى الاجتماع وعدتُ إلى مكتبي لأتفاجأ بوجود “ستار بكس” كُتب عليه “ميلاد سعيد” يا إلهي كم هذا لطيف، أعني لطيفٌ جدًا .. 

  

في السابعة مساءًا وصلت من المطبعة المنشورات الدعائية الخاصة بعميلتي ، ولأنه أول منشورٍ أقوم به كنتُ متخوفةً من النتائج .. والخبر السّار أنها كانت منشوراتٍ رائعة أرضت العميلة .
في التاسعة والنصف دُعيتُ إلى عشاءٍ عائليٍ دافئٍ وممتع . 
الآن ، هل تفهمتَ رغبتي في تقسيم السعادة إلى أيامٍ متعددة ؟  

اكتب تعليقًا