وأنتهينا أخيرًا .
للأسف لم يحدث ما كنتُ أطمح لحدوثه ، جئتُ وأنا غريبة ورحلتُ وأنا كذلك
لم أستطيع توثيق العلاقات معهم ، ربما عندما كتبتُ التدوينة الخاصة باليوم الأول كنتُ أظن أنني لا أزال أمتلك ذات المهارات الاجتماعية التي كنتُ أملكها في الماضي -في الثانوية- ، لهذا تفائلتُ كثيرًا فيما مضى
ما حصل أنني لم أعد أشبهني ، لم أعد أتقن صناعة العلاقات ولا أدري حتى كيف يُبدأ الحديث ، ولم أعد أمتلك مهارة التنبيش عن قسائم مشتركة مع الطرف الآخر .. هذا لا يسوؤني تمامًا على العكس ، أربط ضعفي في هذا الجانب بقلة شغفي تجاه الناس وعودتي إلى نفسي أكثر .. ولكن الخبر السيء أن عالم الأعمال يستوجب إتقان فن صناعة العلاقات
كنتُ مع نفسي ! ساكنة هادئة وخلوقة ربما أكثر مما ينبغي .. هذا على المستوى الاجتماعي والشخصي
على مستوى الخبرة فأنا لم أحصل على القدر الذي توقعته في البداية ، لم أحصل تمامًا على ما أريد .. أغضبني عند توفّر مهام خاصة بي في بعض الأيام مما حدى بمديرتي إعطائي مهامًا عامة لا تتعلق بمجالي أبدًا ، أنا لم أترك مكتبي ومشروعي الخاص لأمارس هكذا مهام !!
في توقيع اتفاقية التدريب اتفقنا على أن أتعلم ثلاث مهارات رئيسية خلال هذا الشهر ، ومع الأسف لم أتعلم منها شيئًا يُذكر ..
لا أنكر أن هذا قد يكون أحد أسباب انكماشي على نفسي في هذا الشهر ، شعرتُ بأنني زائدة ومن الصعب إيجاد مهام يومية لي .. كان شعورًا مقيتًا
على مستوى أعضاء الفريق ، فقد كان الجميع رائعًا ، طيبًا ، ذو أخلاقٍ عالية … أحببتُ بساطتهم ولطفهم بدءًا من مديرتي -صاحبة الشركة- انتهاءًا بعاملة النظافة
إلى آخر يومٍ لي كنتُ أتكاسل عند الاستيقاظ من النوم ، ألتصق بسريري ساعةً على الأقل ، أذهبُ إلى هناك لا حُبًا ولا شغفًا إنما التزامًا بالعقد الذي بيننا
لا تستطيع تصور سعادتي في اليوم الثلاثين وهو اليوم الأخير في التدريب ، أشعرُ أن حملًا ما على ظهري قد سقط وبدوتُ أكثرَ خفةً من ذي قبل .. أنا سعيدة وأتوق العودة لمكتبي
حياتي هناك كانت تجربة ، لو عاد بي الزمن لأعدتها مجددًا ، بالتأكيد هناك الكثير من الحِكم والدروس لم أكن لأحصل عليها لولا تواجدي هناك .. لذا شكرًا لكم لهذه الفرصة الطيبة التي أرجو ألا تتكرر !!