اليوم العالمي للحكايا السيئة

أغلقتُ الهاتف للتو بعد ساعتين أو يزيد قضيتهما في الحديث مع أختي ولا أدري لمَ راجعنا كل التاريخ الأسود الذي مرّ بعائلتنا ولا يزال … 

قبل أن تنهي المكالمة رجوتها أن نضع ختامًا إيجابيًا للحديث … 

رغم براعتي في إيجاد الجوانب الإيجابية من كل حدثٍ سلبي فشلتُ في إيجاد خاتمةً إيجابيةٍ لحديثنا 

هذا يعني أن حديثنا كان بالغ السوء .. لدرجة أنه أفقدني الرغبة في النوم ، فأنا عادةً في وقتٍ كهذه أكون غارقةً في أحلامي السعيدة 

كنتُ أدرك أننا كغيرنا من العوائل الطبيعية نمتلك تاريخًا أسودًا شائكًا -وهذا لا ينفي وجود تاريخٍ آخر مشرق و لامع- ولكن الإدراكَ كان شخصيًا بيني وبيني ، وكنتُ أستذكره في لحظات متفاوتة بدون تفاصيل 

لم يحصل أبدًا أن سُرد عليّ هذا التاريخ بصوتٍ خارجيٍ واضح .. بسردٍ مرتبٍ ومفصّل .. مرفقٍ بتحليلٍ شامل لكل الأحداث والوقائع 

أنا حزينة ، وحزني فاضَ إلى خارج الحدود .. أنا حزينةٌ بشدّة …    
أود أن أذّكر نفسي مجددًا أنني لا أزال ألعب دور السلسلة التي تحافظ على ترابط الجميع 

أشعر أن مسؤوليتي تجاه نفسي تضاعفت ، كانت زيادة الوعي فيما مضى اختيارًا أخذته بالراحة ، أما الآن فهو اختيارٌ ملحٌ جدًا  

أود أن أبكي ولكن الدموع ليست مستعدةً بعد ، كما أنني أتسائل من قلبي على أي الأشياء أبكي ؟ فكلُ شيءٍ مبكي 

أخافُ مما سيأتي ، أخافُ من الأيام القادمة ، أخاف على عائلتي من عائلتي .. أخاف من كل شيء 

بالتأكيد هذه التدوينة سوف لن تمثلني بعد ست ساعاتٍ من الآن أي بعد أن أستيقظ من النوم  

ولكنني كتبتها لأن الكتابة بديلٌ حسنٌ للدمع الذي لم يخرج … لعل الاختناق الذي بداخلي يختفي

كتبتُ لعله بوسعي أن أنام الآن 

قاتل الله الحقائق قاتل الله القُساة ..  

اكتب تعليقًا