بائسة

بائسة أكثر من أي شيء … لن أعتذر هذه المرة لأنني كعادتي أكتبُ عند الأسى وقليلًا ما أكتبُ عن الفرح ، بالنهاية الكتابة هي أحد الطرق العلاجية الجيدة للتخلص من المشاعر السلبية ، غالبًا عندما أنتهي من الكتابة هنا تعود إلي حالة السلام والسكينة بشكلٍ تلقائي …  

يغضبني أن أحد أعلى القيم في حياتي هي قيمة الحرّية ، ويغضبني أنني لا أمتلكها … 

بشكلٍ أكثر دقة فحرية الفكر لا تزال بيدي ولكن حرية الجسد مفقودة 

يغضبني أن لا أملكَ قراري ، يغضبني أن تملأ مخزون الأنا خاصتك على حسابي 

يغضبني أن تعيشَ وهمًا أنتَ صنعته وصدقته بنفسك ثم تنشر وهمك هذا عليّ وتطلب مني أن أصدقه أنا أيضًا

يغضبني أن أول طريقٍ للخلاص والتغيير هو القبول وعدم المقاومة …. كنتُ على ما يرام في هذا الطريق الذي اخترته ، طريق القبول والتسليم … ولكن منذ يومين من الآن انتكس كل شيء … لا أدري لمَ حصل ذلك 

الأمر يشبه السير في سلمّ طويل ، كل شيءٍ على ما يرام .. لا أزال أتقدم خطوةً يومًا بعد يوم 

وفجأة …. أسقط للأسفل إلى الدرجات الأولى التي أنهيتها منذ زمن 

ما أسوأ أن تتحسن روحيًا لأشهرٍ مليئةٍ بالجهد والتدريب ثم تنتكس بين عشيةٍ وضحاها .. 

أخبرني أن النكسة اختبارٌ لتقدمك الروحي ، لا أصدّق ولكنني سأتمنى لو كان صحيحًا … 

إذا ما فسد شيءٌ ما في حياتي أجد أن كل شيءٍ فسد أو في الطريق إلى الفساد ، وأظنه هذا ديدن التشاؤم والمشاعر المنخفضة … بأن يبدو كل شيءٍ أسودًا مهترءًا 

لا أريد التفكير بعملي لأنه هو الآخر ليس على ما يرام … في هذه الفترة تحديدًا 

لأن أريد التفكير بمخاوفي الكثيرة  حيال كل شيءٍ ، في البيت والعمل والحب والوعي و السعادة 

في كل شيءٍ هناك شيءٍ يخيفني .. وهاجس الاختباء في غرفتي تحت السرير في ليلةٍ ساكنة هو مطلبي هذه الأيام 

لو قسمت الأشياء التي تخيفني على كفتين لأصبح شخصٌ ما في كفة وبقية مخاوفي في كفة  … ولرجح هو بالكفة .. 

أذكر أنني اتفقتُ أن أكون أكثر صراحةً مع مشاعري   هنا ولكنني مجددًا أجد صعوبةً في الحديث بصراحةٍ أكبر … لذا أود أن أقول أن ما خفي بقلبي كان أعظم 

تبًا. وسحقًا…..

اكتب تعليقًا