لم تكن الأخطاء مسموحةً فيما مضى

عندما كبرتُ لاحظتُ أنني أقسو على نفسي وأجبرها على أن تكون دائمًا في المسار الصحيح ..

كان “جلدُ الذات” حاضرًا في كل خلوة أخلو بها مع نفسي ..

أتذكر جيدًا طفولتي ، كنتُ أخاف أن أخطيء لأن كثيرًا من التوبيخ ينهال عليّ حينها ..

حتى أنني أدّعي فهمي لمادة الرياضيات -رغم صعوبتها- خوفًا من أن يتكفل (هو) بشرحها لي ، لأنه سيحاول تفهيمي مرة واحدة ، ثم سيغضب إن أجبتُ إجابةً خاطئةً على أي سؤال يسألني إياه ..

وكان غضبه يخيفني ..

لم أستوعب أنني كبرتُ وتبرمجتُ على هذا النظام القاسي ، وبدأتُ أمارسه على نفسي ..

الآن أنا أكثرٌ عطفًا على نفسي والآخرين .. أخطيء وأنحرف عن مسار الصواب أحيانًا ولكن لا بأس ..

لم نُخلق هكذا لامعين ، لقد خلقنا لنعيش حياةً كاملة ، حياةً مليئة بالتجارب الصائبة والخاطئة ..

أرواحنا لن ترتقي إن لم نخطيء ونرتكب الحماقة ..

ما فقدته فيما مضىأعطيه الآن، وبجدارة!

اكتب تعليقًا