صديقي قارئ الأفكار

بعيدًا عنه ، أخذتُ ورقةً واخترت أن أكتب فيها كلمةً مركبّة لكي يصعب عليه قرائتي ، بالعنوة اخترتُ أن أضع الحركات عليها ، وأن أقوم بتخطيطها بهذه الطريقة لكي يفشل في معرفتها

عندما انتهيتُ من كتابة بسم الله أغلقت الدفتر ، ثم قلت له أبدأ .. نظر إلى عيني ، تأملها لنصف دقيقة ، فكرّ قليلًا ، ثم قال : أظن أن ما كتبتي لم يكتب بنفس الدرجة ، كأن هناكَ شيءٌ ما أعلى من بقية الحروف ، “يقصد الحركات” اندهشت ولكنني صمتتُ وادعيتُ عدم الاهتمام ، طلبتُ منه أن يكمل التخمين ويحاول كتابة الكلمة ، أخرج ورقةً فارغة ، عاد يتأملني من جديد ، بدأ يكتب … بِسْمِ الله.

هذا رهيب ، ومهيب ، ومبهرٌ جدًا …

حتى أنني لم أستطع أن أعبر عن عظمة الملكةِ التي لديه ، بدون شعورٍ مني .. بدأتُ أصفقُ له وعيناي تنظران بذهولٍ تجاهه ..

لم يكتفي بقرائتي في هذه التجربة فحسب ، بل استطاع قرائتي في عددٍ من التجارب ..

يربكني هذا الصديق الموهوب وقد أخبرته بذلك ، لأن شخصًا كهذا يستطيع قرائتي كيفما يشاء بالوقت الذي يشاء رغم أنه أنكر ذلك تحت حجة “أخلاق المهنة” وأنا أصدقه فيما يقول ..

تعلمتُ “الشطرنج” على يديه اليوم ، و أنا سعيدةٌ لأنني وأخيرًا تعلمتها ..

هذا الصديق اللطيف يجعلني أنظر للحياة من زاويةٍ جديدة.

اكتب تعليقًا