تزعجني فكرة أنني قد أكون يومًا أسأتُ لأحدٍ من إخوتي .. هل كان لي يدٌ في آلامهم النفسية أو في عقدهم ؟

كل إخوتي الذين يصغرونني والذين كانوا أطفالًا وكنتُ أكبرهم ، هم الذين أخاف أن يكون لي يدٌ في تكوين الجانب السيء من شخصياتهم ..

هذا يخيفني ، جدًا.

بدأتُ و أخي الصغير مشوارًا جديدًا في القطيعة .. وقد حدث بيننا مشادّةٌ كلاميّةٌ ، تخليتُ عن إتزاني في تلك اللحظة .. وهذه من أبغض اللحظات إلى قلبي عندما (أنفجر) .. لأنني قد أقول كلامًا يهدم حياة إنسان ..

أعني قد أقول كلامًا يجعل خصيمي يراجع طبيبًا نفسيًا طوال حياته ..

لهذا أنا لم (أنفجر) في حياتي إلا مراتٍ معدودةً جدًا .. وما دونها فأنا كبرجي ، حمَلٌ وديع .. لطيفةٌ .. ولا أمتلك أي خلافاتٍ في حياتي الاجتماعية والمهنية .

لربما كنتُ قد أسأتُ لأحدهم في لحظة كهذه ، لحظةُ جنونٍ

أقول بها كَل ما لايُقال ، بهيجان ، و بلا وعي ..

إخوتي الثلاثة الصغار ، لن أعتذر لأن الاعتذار لن يعيد إتزان الحياة .. ولكن ما أستطيع فعله هو أن أحاول تعديل أخطائي المحتملة ..

أختي الصغيرة قد حصلت على أكبر قدرٍ من هذا ، فأنا بقدر ما أستطيع أحاول (امتداحها) بشكلٍ يومي ، تشجيعها ، دعمها ، تأييدها والوقوف معها في كل قرارات حياتها ..

أخي الذي يصغرني مباشرة ، علاقتي به عاديّة .. بدون مشاكل ، ولكنه من النوع الذي يحب الانعزال كثيرًا .. يحب أن يبقى وحيدًا لهذا لم أستطع أن أصل إلى روحه ..

أحاول متى ما سنحت لي الفرصة أن أهديه هديةً بسيطة ، أشجعه على مواهبه ، أستمع له عندما يتحدث حديثًا فلسفيًا مملاً ، لعلي بذلك أذكره بأنه لا يزال أخي الذي أحبه ..

أما أخي الأصغر ، فعلاقتنا كالمد والجزر ، غير مستقرة .. ساعد على عدم استقرارها الكثير من الأسباب أولها هو مرحلته السنية (مراهقة) وثانيها العائلة ، وغيرها الكثير من الأسباب .. وقد بدأنا هذه الأيام جولةً جديدة في الخصام

أخي هذا كان دعمي له مختلفًا ، فقد كنتُ حريصةً على أن يتخطى مرحلة المراهقة بسلامٍ وإتزان لذلك عقدتُ معه اتفاقًا ناجحًا في كل مرة يقرأ بها كتابًا (من مكتبتي) سيحصل على مبلغٍ مالي مني .. وقد نجح هذا الأمر لمراتٍ عديدة ..

يحمل أخي الأصغر رسالةٍ لي لم أفهمها بعد ، ولم أجتهد لمحاولةِ فهمها ..

أنا أختٌ جيدة إلى حدٍ ما ، تتمنى السلام للجميع .. ولكن الضغط والبيئة أحيانًا تخرجان منك شخصًا لا يشبهك “شماعة” .

اكتب تعليقًا