عدتُ بالأمس إلى الرياض، لوحدي .. وعند دخولي من الباب
سمعتُ أمي من بعيد ، بصوتٍ عالٍ مبتهج تقول : “أهلا وسهلا”
توجهتُ إليها وهي جالسةٌ على أريكتها ، ولكنها لم تتحمل أن تنتظرني لكي أصل إليها بل قامت وسارت نحوي ، احضنتني وقد ملأت الدموع عينيها .. قالت “والله لك فقدة”
ربما يبدو هذا مشهدًا عاديًا للآخرين ، ولكنه بالنسبة لي مشهدٌ من النادر أن يتكرر .. أمي و أعرفها ، ورثتُ منها الكبرياء .. ولا تحب (لا تستطيع) التعبير عن مشاعرها أو إظهار الاهتمام ..
أخواني المتزوجين اعتادوا مكالمتها يوميًا للسلام عليها وقد يصدف أن يحل ظرفٌ بأحدهم يمنعه من التواصل معها ، تبدأ أمي بالقلق الداخلي ، بالحزن والخوف .. كل شيءٍ تفعله إلا المبادرة بمكالمته والاطمئنان عليه ..
لذا ابتهاجها ، دمعة عينيها ، وسيرها نحوي لاحتضاني .. هذه الأشياء ذكرتني مجددًا بمكانتي في قلبها ..
في منتصف اليوم عادت أختي الصغيرة إلى البيت ، وأختي بطبيعة الحال من نفس العائلة فهي الأخرى متحفظة ، ولها نصيبٌ من كبرياء هذه العائلة .. أختي بشكلٍ خاص لا تحب الأحضان ، وتضجر كثيرًا منها ..
عندما رأتني ركضت نحوي، رأيتُ ضحكة عينيها ، احضتنتها كثيرًا ولم تمانع بل هي من بادر بهذا ..
سعيدةٌ بما حصل .. علمتُ اليوم مدى حبهما لي