أنا أكثر الناس حاجةً لإتقان مهارات الحب اللامشروط

ذاك لأنني تواجدتُ في عائلةٍ مختلفةٍ ومتباعدة ، فكرًا ودينًا ، ومكانًا ..

وهذه هي القوة ، أن تحب رغم الاختلاف .. أن تحب رغم البُعد ..

دائمًا ما أتسائل بقلق ، هل سيقل حبي لأختي يومًا لأنها ليست بيننا ؟

يحزنني أحيانًا أننا لا نلتقي إلا مراتٍ محدودةٍ في السنة ، وعندما نلتقي لا نتوقف عن الحديث ، لأن هناك الكثير من “التحديثات” في حياة كل منا فاتت على الآخر و وجب أن نعرفها .. رغم أنني أهاتفها بشكلٍ شبه يومي .. حتى أنني أهاتفها أكثر من بعض أخواتي .. ولكن لا تزال بعيدة ، لا يزال الطفل الذي بداخلي يريدها بجانبي معي ، كل يوم ، وفي كل مكان .. هذا الطفل الأناني الذي لم يُهذّب بعد .. لم ينضج بعد ليحل محله شخصٌ ناضج يرحب باختياراتِ الآخرين ويتقبلها كيفما كانت .. يحب حبًا مطلقًا لامشروطًا ، كل ما يتمناه أن يكون محبوبه بخيرٍ وعافية .. كيفما كان ، أينما كان ..

إتقان الحب اللامشروط لأختي أسهل بكثيرٍ من غيرها ، مثلًا .. من يختلف معي دينًا وفكرًا .. من يحمل في جعته الكثير من الأفكار الباليه ، من يحمل في عقله صندوقًا مغلقًا ، الجاهلون ، الذين يمتلكون صكًا للجنة ، الذين لا يزالون في مرحلة العار من سلم هاوكنز ، الذين لا يشبهوننا ولا يرحبون باختلافنا ، الذين آذونا .. هؤلاء الذين لا أدري كيف أحبهم حبًا لامشروطًا ..

يكفي في مرحلتي الروحية الحالية أن أدرك المسألة ، لأن تبنيها و إتقانها يتطلب مرحلةً روحية عالية .. ولستُ أستعجل رزقي ..

اكتب تعليقًا