قد تبتهج لي الحياة عندما أتصالح مع تركيزي المشتت ، ولأن الحياة يلزمها قراراتٌ شجاعة .. بدأتُ اليوم بتناول أول جرعةٍ من الكونسيرتا، لم أكن أود أن أخبر أهلي بذلك ولكنهم علموا بمحض الصدفة “لا أؤمن بالصدفة” وقد كان موقفهم سلبيًا كما كنت أظن

لم أقرأ الوصفة الطبية المرفقة لأن الأعراض المكتوبة ستدخلني في وساوس أنا في غنى عنها ..

يطمئنني الطبيب “لا شيء مخيف ، ستفقدين الشهية .. لا شيء أكثر ، بقية الأعراض تحدث لفئةٍ نادرةٍ من الأشخاص” هل كنتُ أحدهم ؟

في الظهر ، وفي اجتماع عمل ، وبينما كنا نتحدث ونعمل في ذات الوقت .. وبدون مقدمات ، آلمتني عضلة قلبي ، أغمضتُ عيني ، وشددتُ على أسناني ، ابتسمت ابتسامةً بلهاء لكي يبدو كل شيءٍ طبيعيًا .. ارتبكتُ قليلًا ، مالذي يحصل ؟ وكيف سأتصرف ؟ خمنتُ حدوث أي شيءٍ لجسدي سوا أن يؤلمني قلبي في الوقت الخطأ والمكان الخطأ ..

لم يلبث طويلًا حتى غادرني هذا الألم ، والحمدلله ألفًا .. في منتصف العصر بدأ الصداع يهاجم رأسي .. وقد كان عرضًا طبيعيًا متوقعًا ..

هل الموضوع يستحق هذه المخاطرة ؟ أظنه يستحق

هل سيكون الحل بهذه البساطة ؟ ربما .. في هذه الحياة ما يستحق التجربة ..

الآن نحن في الساعة الثالثة فجرًا ولكنني لا أستطيع النوم ، أبدو يقظةً نشيطة .. يؤكد لي الطبيب عدم تناول الجرعة بعد منتصف اليوم حتى لا يظل مفعولها عند وقت النوم بذلك يظل الإنسان في حالة تركيزٍ عالية تفقده المقدرة على النوم

لا أدري ما الذي يحصل لي ، فقد تناولتها صباحًا كما أوصاني طبيبي .. ولكنني لم أنم بعد ..

النتيجة ؟ بالتأكيد لن ألحظ تقدمًا كبيرًا في البداية ، لاسيما أن الطبيب وصف لي جرعةً متوسطة التركيز “مخصصة للأطفال” كبداية ، ثم سينقلني تدريجًا للجرعات الخاصة بالبالغين ..

بعد الساعة السادسة بدأتُ أشعر أن شيئًا ما بدأ يتغير ، ذهنٌ صافٍ ؟ لا

تركيز ؟ لا ..

ولكنني أستشعر قدرتي في تذكر أحداث اليوم بشكلٍ مفصل و بكل سهولة ..

أشعر بأشياء أخرى لا أستطيع التعبير عنها ..

كما أنني كنتُ أتحدثُ كثيرًا ، وبشخصية الحمل الحقيقية خاصتي التي تبدو مبتهجة ، متحمسة ، تبدو وكأنها في مسرحيةٍ فنية ، تحرك يديها كثيرًا ، وتتحدث بصوتٍ عالٍ ، بكل النغمات الصوتية ، ولديها ألفُ تعبيرٍ في ملامحها في الدقيقة الواحدة ! ..

غضبت أختي مني عندما كنا اليوم في “الكوفي” .. “نورة أهدى من كذا ! الكل يناظر”

أفتقد هذه الشخصية المتحمسة للحياة ، لم تظهر منذ زمن .. لهذا لم أستمع إلى أختي ، بل أكملتُ حديثي دون اكتراث .. ومن يريد أن ينظر بسخريةٍ إليّ فليفعل .

ما يثير تساؤلي هل للكونسيرتا دورٌ فيما حصل .. لا أدري

إن كانت الأيام القادمة وبفضل الكونسيرتا ستحمل لي ذات المشاعر التي لا أستطيع وصفها ، وستزيد من حضوري الذهني .. وقوة تركيزي .. فيجب أن

أستعد !

لأنني على وشك أن أصبح المرأة الحديدية

اكتب تعليقًا