غدًا ستطلبين والدكِ الشيء الذي لم تستطيعي طلبه منه منذ سنين ، هل أنتِ مستعدة؟

– لا، لقد تركتُ كل شيءٍ للقدر ..

ليكن ما يكن ..

– متوترة؟

– نعم ، أريده أن يشعر بصوتي .. ولا أدري كيف سيكون حديثي إليه ..

بدأ الكون بإرسال اختبارات لي ، لكي يختبر صحة قراري في التخلي عن الكبرياء ..

قد كتبتُ فيما سبق أن أول خطوةٌ شجاعةٍ للتخلي عن كبريائي هو أن أطلب من أبي ما منعني كبريائي من طلبه لسنين .. كانت خطوةً مخيفة ، وكان لزامًا علي أن أمرّن نفسي كثيرًا على رفضه المحتمل .. حتى لا أُكسر .. وتستمر الحياة كما هي ..

كانت هذه الخطوة اختياريةً فيما سبق، باللحظة التي أكون فيها مستعدة ، سأتحدث ..

ولكن ، وبدون مقدمات تتشكل الظروف في حياتي بطريقةٍ تجبرني على الحديث معه، وبشكلٍ عاجل ..

هل سأنجح بهذا الاختبار؟ .. نعم سأفعل

هل سيوافق على طلبي ؟ .. محتمل، لا أعرف .. لا أظن ..

هل ستحزنين عندما يرفضكِ ؟ .. قليلًا، ليس وكأنها نهاية العالم ، عشتُ بخيرٍ بدون هذا وذاك .. ولكن مشاعري وشوقي إليه سيتجمدان لبعض الوقت ..

ولو قبل ذلك ، وقال كلمته المعتادة عندما يكون راضٍ عنكِ ” ماشي يا ماما نورة” ؟ .. سأبكي كثيرًا ، ليس فرحًا .. بل حزنًا على قلبه الرقيق البعيد عني ..

تتناقض مشاعري بحسب طريقة استجابتك ، أتلون يا أبي .. وأينما تكون المصالح أكون .. لطالما أخبرتني بهذا .. هل تذكر عندما كنتُ كثيرًا ما أغضب منك ، وأرفض أن أتحدث معك .. لأتفاجأ برسالة حوالةٍ بنكية منك على هاتفي .. ابتسم ، تراني ، وتبتسم بمكر وكأنك اكتشفت حقيقتي .. تقول لي “ولا خير في ود امرئٍ متلونٍ، إذا الريح مالت مال حيث تميل”

كنت تستخدم الأموال كوسيلةٍ للتعبير، كنتُ أفهم ذلك جيدًا ، أتفهم عدم استطاعتك أن تقول “آسف،أحبك” .. ثم يصدف أن يحل علينا يومٌ مليء بالسلام ، تريد أن تخبرني بمشاعركَ تجاهي ولكنك ضعيفٌ في الكلام الدافئ ، تذهب إلى “السوبر ماركت” تشتري لي عصيري / فاكهتي المفضلة .. تعود متحمسًا تريد أن تريني ماذا أحضرت لي .. وأنا ابنتك يا أبي .. لا أستطيع إخبارك كم أنا أحبك وأشكر لك سعيك وكل ما أحضرته لأجلي ، أقول على استحياء “الله يخليك لي” ..

ربما كان خيرًا تذكري لهذه الذكريات اللطيفة ، ستُهدأ من غضبي عندما ترفضني بالغد ..

يالله، اكتب لي الخير حيثما كان ثم ارضني به.

وأنا راضيةٌ ياربي لحياتي هذه .. ومطمئنةٌ بقدرٍ لم أكنه من قبل .. وقد بدأتُ أرى عجائب قدرتك في كل مكان .. و أؤمن تمام الإيمان أن ما تختاره لي بحكمتك هو الأفضل دائمًا لحياتي ..

اكتب تعليقًا