الشكر والامتنان

إلى السيد الأكثر وداعةً في هذا العالم .

الذي لم يحظى بفرصةٍ لإظهار جوهره اللامع ..

آسفة يا حبيبي لما حل بك ..

لم يكن بيدي حيلةٌ عندما كانت الأضواء دائمًا عليك في أي نقمةٍ تعملها .. أما في الخير يختفي الجميع

حتى بتُ أنسى جوهرك الطيب ..

وأنت بالمقابل، ولأن قلبك رقيق .. ولا أظن أن أحدًا في هذا العالم يدرك كم هو قلبك مرهفٌ وطيب .. أصبحتَ وحيدًا منعزلًا عن العالم .. كان هذا القرار أسلم لروحك التي تأذت كثيرًا ..

أصبحتَ وحيدًا ، لا تشارك الآخرين وجبات الطعام ، تحب أن تجلس لوحدك كثيرًا .. تتسلى بحياتك لوحدك ، بين كتبك ، ودراستك ، والقهوة العربية التي تعشقها كما لم تعشق شيئًا من قبل

ولأنك تملك وزنًا زائدًا ، فأنا أدرك الأمان الذي يحدثه لك تناول الطعام بكمياتٍ مضاعفة .. كأنك بذلك تحمي نفسك من هذا العالم ..

أتفهم ذلك جيدًا ..

ما الذي تحبه ؟

حتى أنني لا أعرف من محبوباتك سوا هذه القهوة ، والكتب ..

ما هي وجبتك المفضلة ؟ ماذا تكره ؟ وماذا تحب ؟ وبماذا تحلم دائمًا ؟

لا أزال أجهلك ، ولكنني أحبك .. أرى فيك الطفل الذي تحاول أن تخبئه عن هذا العالم القاسي ..

أذكر أنني عندما أهديكَ هديةً ما ، وهي البديل الماديّ لكلمة (أحبك) كنت دائمًا ما تتفاجأ في البداية ، تظن أنك منسيٌ من الوجود ، تنظر إلي بطريقة سعيدةٍ ومندهشةٍ في آنٍ واحد ، أقرأ عينيك .. كأنهما يقولان “فيه أحد ذكرني؟” لا أحب هذه النظرة رغم أنكَ دائمًا ما تتبعها بنظرةٍ سعادةٍ تسعدني أنا أيضًا ..

لقد مر زمنٌ منذ آخر هديةٍ أحضرتها لك ، أتساؤل منذ يومين “ما هي الهديةُ التالية” ؟

هل الهدية التالية أن أقول لك أحبك ؟ لاسيما أنني في #سنة_التخلص_من الكبرياء ؟

لا لن أستطيع ، أحتاج أن أتدرج بذلك .. سأخبرك في المرة القادمة أنني أمتن لوجودك الوديع في حياتي .. وسأشكرك لأنك هادئٌ في عالمٍ مليءٍ بالصاخبين ..

ثم تاليًا ، وفي يومٍ ما .. عندما أبدو أكثر روعةً ونضجًا ، سأخبرك ببساطة أني أحبك ..

ولكن هذا لن يزيل رغبتي الحالية في إهدائك شيئًا ما، أريد أن أراك سعيدًا مبتهجًا ..

زاد حبي لك عندما قررت أن تتغير ، ولا أدري مالذي يدور في بالك .. يلهمك الله قرارًا أن تتقبلني كما أنا رغم أنك في تصنيف العائلة “الأشد دينًا”

هل تذكر عباءاتي التي كنت تسميها “فساتين” كنت تغضب وتحتج وتنصح ، ولكنك وديعٌ حتى في الخصام .. لم تكن تملك سوا أن تغضب بشكلٍ محدود .. ثم تبدأ ترسل لي الكثير من النصائح على “الواتس اب” ، ثم تصمت .. لم يصدف مرةً أن آذيتني أو قلتَ كلامًا يجرحني .. كانت نصائحك في الله وعن الله ولأجل الله ، هكذا كنت في كل مرةٍ تراني أمارس شيئًا لا يشبه معتقداتك .. يمر عليك زمنٌ لا تحب أن تحدثني فيه .. ولكن قلبك ينتصر ، فتعود إلي وكأن شيئًا لم يكن ..

أخلاقك راقية ، ولديك فكرٌ يسابق سنك ، وأعرف أنك تُهذب نفسك كثيرًا ، ربما لهذا قررت أن ترفع راية الاستسلام ، وتعود أخي اللطيف الذي يراني بـ “فساتيني” ويبتسم!

لا أملك حقًا في اختيار طريقك، ولكن لا تنسى أن هناك الكثير من النقاط السوداء التي شوهت روحك كما شوهت روحي .. هناك في الماضي .. عندما كنا أطفالًا .. لا تنسى أن كلانا امتلكنا وزنًا زائدًا .. ولا تنسى أنك لم تستطع التخلص من عادة (التبول اللاإرادي) في النوم إلا بعمرٍ كبير .. ولا تنسى التنمر اليومي الذي كان يحل عليك “ولا يزال” .. وهذا غيضٌ من فيض !

ما حدث لنا في الماضي ، آذى أرواحنا كثيرًا .. ولا يزال أثره يتجلى كل يومٍ في حياتنا ، ولكن الفرق بيني وبينك هو أنني أكثر قبولًا لتعلم العلوم الجديدة “علوم الوعي” التي تسميها أنت (خزعبلات) .. وبفضل هذه الخزعبلات استطعتُ تحسين روحي بدرجةٍ مرضية ..

لهذا لن أدلك على طريقٍ لا تؤمن به ، ولكنني أرجو من كل قلبي أن يأتي اليوم الذي تلتقي فيه بروحك .. وبطفلك الخائف الذي بداخلك .. هناك حيث الشفاء .

اكتب تعليقًا