#عصاميون

في نفس الوقت التي تحدثني به السيدة مريم من قناة MBC عن تفاصيل البرنامج المستضيف لي والذي سيكون برنامجًا مطولًا أشبه ببرنامج #من_الصفر

يتم ترشيحي لجائزة عصاميون ..

يبدو أنني الآن بحاجةٍ لجلسةٍ عميقةٍ مع نفسي ومع بوصلتي س. من أجل وضع الخطوط الرئيسية للقصة التي سأنشرها لهذا العالم

لاسيما أن الفرصتين كلاهما سيتضمنان حديثًا عن حياتي الشخصية .. وعن الأشخاص الداعمين لي ..

وكل ما سيُقال سيُحفظ للتاريخ ولا مجال لإنكاره أو تحريفه بعد زمن .. لهذا يجب أن أرسم القصة التي لن تتغير أبدًا ..

سؤال الداعمين هو من أكثر الأسئلة المحيرة في عقلي ، يا ترى هل يجب أن أقول الحقيقة وأخبرهم أن العائلة لم تبارك قراراتي .. ولم تعارضها في نفس الوقت .. لطالما كانت مشاريعي هي شأنٌ خاصٌ بي وحدي ، لا مصفقون ولا معارضون ..

حتى أن ترشيحي في جائزة #عصاميون لم أخبر به أحدًا ، هل يبدو حدثًا جميلًا ؟ .. قصدتُ بالعنوة وبدون خاطر إخبار أمي بذلك .. وهذه سياسةٌ جديدة أتبعتها منذ ستة أشهر وهي “تسويق ذاتي داخليًا” داخل العائلة ، لاسيما أنني من “صغار العيلة” و الطفلة دائمًا بنظر الكبار .. بدأتُ إخبار أمي بكل نجاح .. صغيرًا كان أو كبيرا ، عابرًا مهمًا ، عاديًا ، تفهمه أو لا تفهمه .. أخبرها أي شيءٍ مفاده “أنا مو سهلة يا ماما” .. أدرك أنها رغبةٌ طفولية ولكنني أحترمها كثيرًا وأجاريها

ويقابل ذلك تعابيرٌ عادية ، خاليةٌ من أي ردة فعل .. ما يهم أمي أنني بخير وبصحةٍ جيدة وآكلُ جيدًا ولي مصدرُ رزقٍ مستقل ، وتكتمل بهجتها إذا ما تزوجتُ وأنجبتُ أحفادًا لها .. هذه قيمها وهذه مقاييس النجاح بنظرها ..

لهذا لا أزال أتسائل هل يجب أن ألمع الحقيقة وأشكر العائلة على ما بذلوه لأجلي ..

كما أن هناك الكثير من الحقائق في حياتي و التي لا أدري هل من السليم أن تُقال ؟ ، أو تقال بشكلها الحقيقي ؟ .. يا ترى هل ستضرني لاحًقا ، أو تضر عائلتي ؟ ..

أظن أن تحريف الحقيقة واجبٌ تحت الأضواء ، واجبٌ لأجل اسمي ولأجل “الأنا” اللامعة ، ولأجلي إذا ما قررت لاسمي خلود الأثر ، ولكن في داخلي هدفٌ إنسانيٌ يستمر يرجوني ألا أحرف شيئًا .. لأجل الأجيال من بعدي .. أريد يومًا أن يسمع أحدهم حكايةً حقيقية تلهمه .. وتطمئنه أن ما يحصل له قد حصل لغيره ، أريد أن أقول الحقيقة لكي تتشابه قصتي مع كل الطموحين الخائفين ، لقد مللنا تزييف الحقائق ، ومللنا القصص المبهرجة .. ولكنني أجد الطريق رغمًا عني يجرني لهذا المسار الذي لا أحبه .. المسار الذي لطالما انتقدتُ الآخرين عليه ..

جاء اليوم الذي أرادت أن تخبرني الحياة أننا لا يجب أن نؤمن بكل ممارساتنا ، وأنه -ولأجل اعتباراتٍ كثيرة- نظهر للآخرين ما نبطن نقيضه في دواخلنا ..

الإنسانيّ الذي بداخلي من الممكن أن ينسحب من هذه الفرص لأنها ستجره بطريقةٍ أو بأخرى على تزييف الحقائق وعلى الظهور بنسخةٍ لا تشبهه تمامًا .

يطمح الإنساني الذي بداخلي إلى الوصول إلى ملايين الناس وإلهامهم وبث الحياة في نفوسهم .. وأشعر دائمًا أنني “ولدتُ لكي أتحدث” ولكن ولكي يتحقق هذا الهدف الإنساني يجب أن يمرّ في البداية في طريق “الشو المبهرج” .. هل تستوعبين معي تعقيد هذه الحياة ؟

هل ستقبلين بهاتين الفرصتين أو ترفضينهما ؟ لن تبدو نهاية العالم في الحالتين ، و سأحبكِ بالحالتين، وكيفما كان قراركِ فسأباركه، وحتى لو بدوتي تحت الأضواء لامعةً أكثر مما يجب.. تأكدي أن قرار اللمعان هو قرارٌ اتخذتيه بعد دراسةٍ واجتهاد وظننتي وفقًا للمعطيات والظروف والزمن أنه الخيار الأفضل ..

ابتسمي.

اكتب تعليقًا