الصديقة الجديدة لم تجتز الامتحان
صادقة ؟ لا أدري ولكن حدسي ليس مطمئنًا تجاه ذلك
مهذبة ؟ لا ، تتأخر عن موعدها معي ساعة كاملة بدون أي اعتذار ،
طيبة ، نعم هكذا يبدو
متطورة ، لم أستطع قياس ذلك حتى الآن
تسألني في منتصف الجلسة “من وين أنتِ،أصلك”
– القصيم.
انقبض وجهها خلف ابتسامةٍ صفراء ، أبسّط الحكاية ، أضحك ، أقول لها “فضفضي حبيبتي عادي” تحاول إيجاد حسنةٍ تعرفها عن هذه الديار ، ثم تخبرني عنها ..
لديها حياةٌ زوجية غير مستقرة ، ونتيجةً لخيانات زوجها وإهماله لها تقرر هي الأخرى أن تلهو ، أحترم احتياجاتها وربما كلمة “تلهو” هي كلمةٌ خاليةٌ من الاحترام .. ولكن فكرة كسر “الميثاق الغليظ” هي فكرةٌ تغضبني جدًا ، ولم أستطع التحرر منها ، ولا أستطيع قبول أشخاص حولي بهذه الصفات .. وقد حاولت فيما مضى أن أبدو أكثر تحررًا ولكنني لم أنجح .. سأحترم احتياجاتها ورغباتها لو قررت كالشجعان أن تنفصل أولًا عن شخصٍ تدّعي أنها لاتزال معه لأجل بناتها .. ثم تاليًا ولو أرادت ما أرادت سأبارك خطواتها ..
قدِمت هذه السيدة (ووفقًا لحديثها) من محافظةٍ منتكسة الفطرة ، انتشر بها الشذوذ (علاقة البنت بالبنت) ! ولو على سبيل الصداقة .. فتجد الصديقة تحب احتكار صديقتها لها ولو لأسبابٍ نزيهة ، هكذا اعتادوا .. وهكذا تبرمجت عقولهم ..
إنني أتسائل عما إذا كان يجب أن أتحرر من هذه القناعة أيضًا ، وأتقبل فكر “المثلية” ، ربما .. ليس الآن ، ليس في مرحلتي هذه وفي عمري هذا ..
وطبعًا أؤمن أن هذه المحافظة كغيرها ، فيها الصالحون والطالحون ، وكلن يصفها من زاويته ، أنا لا أتهمها ولكنني شعرت من حديثها أنها قد تواجدت كثيرًا في أجواءٍ مقززة كهذه ، لهذا بدا لي أن موضوع علاقتي بها غير مطمئن ..
تسألني بتعجبٍ وانبهار عن سبب قبولي الجلوس معها رغم أنها امرأةٌ متزوجة “سو وت؟” .. بدا لي أن الوضع في بلدتهم مختلف ، فلا يُجالس المرأة المتزوجة إلا متزوجةٌ مثلها ..
تستمر بسؤالي أسئلةً غريبة ، بدت لي بدهية ولكن بالنسبة لها فهي موضع سؤال ..
تبعًا لفهمي في الشخصيات ستعاني هذه السيدة من مراهقةٍ متأخرة ، أو لنقل ستبدأ الآن بعيش حياتها كسيدةٍ من برج القوس عاشت في محافظةٍ صغيرة ومع زوجٍ مُهمل وانتقلت لتوها للرياض (لاس فيغاس!)
ولأنها لا تزال جديدة في هذه المدينة ، فأنا أشعر أنها شخصيتها في مرحلة انتقالية .. لربما ألتقيها بعد زمنٍ قريب وقد بدت بشخصيةٍ جديدة وتطبعت بطباع هذه المدينة ..
تحييني في آخر الجلسة ، تقول لي “لنلتقي كثيرًا” اوكي؟
ابتسم ابتسامي الصفراء التسليكية ، “أكيد أكيد يسعدني”
قلتُ لها بصدقٍ وبدافع “فزعة” لا حُب.. -اعتبريني أختك بالرياض الي تحتاجينه أنا موجودة-
كريمةٌ نورة . تستمرين بتوزيع كروت أخوة على الجميع ، أحب نخوتك. =d