اوتش ، ينبض قلبي .. أريد أن أتحدث بكل جوارحي .. تعتليني أحياناً حالة الحماس المربك هذا ، أشعر أنني أريد أن أتحدث حديثًا عشوائيًا فوضويًا سريعًا بصوتٍ عالٍ وبتعابيرَ متعددة

في مثل هذه الحالة أجد السناب شات يحتويني ، أفرّغ هناك الطاقات الزائدة وغير المتزنة .. ولكنني اليوم لا أملك سناب شات

لهذا أنا هنا ..

جدولي صارمٌ اليوم ، ومليءٌ بالتركيز والإيجابية ..

الفضل يعود للكونسيرتا أولًا، المرشحات للوظيفة ثانيًا ، تويتر ثالثًا ، فردوس رابعًا ، السيد عمر خامسًا ، العميلة أم محمد سادسًا .

تتجسد في فردوس كل أحلامي الوردية حول مساعدةٍ شابةٍ صغيرةٍ مثلها ، مهذبة ، قليلة الكلام ، صادقة ، ولها هالةٌ مريحة ..

منذ اللحظة التي سمعتُ بها اسمها ، تفائلتُ كثيرًا .. فردوس في معناه الديني (أعلى) مكان في الجنة .. ولربما يتبارك متجري بها لنكون (أكبر) متجر في السعودية .. هكذا رسمتُ تفائلي ..

ولكن فردوس تفتقد الكثير من المهارات ، لهذا أمتلك مخاوف صغيرة بشأن ذكائها و قدرتها على التعلم ..

سيتضح كل شيءٍ في أشهر التجربة الأولى … أرجو أن يثمر تعليمي لها وتكون ظلي وساعدي الأيمن ..

السيد عمر ، بدأ يشاركني هم عملي .. بدأتُ أشعر أنني لن أسقط .. وأشعر أن هناك شخصٌ ما بجواري يساعدني على تربية طفلي الذي بدأتُ أفكر جديًا في – الاعتراف به –

يهديني الله شخصين يشاركاني هذا الهم وهذا التحدي .. أحدهما هو عمر ، شخصان يعرفان جميع كواليس العمل .. يعرفان شخصيتي وحقيقتي ولا أضطر أمامهما على تلميع الحقائق .. إن لم أحصل في شهري التاسع من كارما الثراء إلا عليهما .. فهذا كافٍ يالله ، أكثر من كافٍ ….

يزداد يقيني أن الرزق قد يأتي على هيئة أشخاصٍ يضيئون لنا ما حل علينا من ظلام .. وقد حصل ..

أم محمد ، الأم اللطيفة البدوية التي لم أستطع مجاراة لهجتها ، أهاتفها بصفتي موظفة خدمة العملاء ، أحاول ضبط لهجتي في الحديث ، أحاول الاقتراب من طريقتها وأسلوبها ، يبدو صعبًا ولكنه يستحق المحاولة .. أستمع لطلباتها التي لا تنتهي .. لهذه السيدة وعيٌ غذائيٌ عجيب يفوق الكثير من المتعلمين .. وبعد سلسلةٍ من الطلبات ، تسألني بعفويةٍ آسرة “طيب عندكم حليب نياق” !

أعدها بأنني سأبحث لها عن متجرٍ يقوم بتوفير هذا الحليب ، تشكرني بحرارة ، ثم تقفل الخط ..

أستمع اليوم لقصيدتي الصوفية المفضلة ، لا يزال يتردد في رأسي هذا الجزء العذب منها :

“إن قلتم كيف الدرب إليه تعالى / قال لكلٍ : خل النفس بعيدًا وتعالا

واستجمع فطرتك الأولى واطلبني / واخلع ضعفك ، عجزك ، نومك تبلغني

واطرق بابي في ثقةٍ ليل نهار / وأسألني وحدي أسألني أمنحك مفاتيح الأمصار”

اكتب تعليقًا