ينزع الله من قلبي شعورًا لم أكن أظن زواله مني بسرعة .. أستشعر قدرة الله فيما حصل

يبدو الأمر وكأنه معجزة ، في اللحظة التي ظننتُ فيها أنني سأبكي وأحزن ويتيه فكري أيامًا وأيام .. يثبّت الله لي عقلي ..تبدو روحي هادئة .. بدا لي كل شيءٍ ساكنًا ، لا مشاعر حزن ولا مشاعر فرح ..

أشعر بالتسليم ، أشعر أنني لا أتألم .. أشعر بالتعقل والنضج “غير المفتعل” … أشعر بالحكمة تملأوني ..

لمن أنسب هذه البركة والراحة ياربي ؟ لأن ما حصل لي الآن لم يحصل لي من قبل ولا أدري ما سر ذلك .. أشعر بشغفٍ لمعرفة السر ..

لأن ما أعيشه في داخلي شعورٌ هادئٌ مريح ..

أستشعر الآن .. تمامًا .. المعنى الحرفي “للنزع” والتي ذُكرت في الآية الكريمة {ونزعنا ما في قلوبهم من غلٍ إخوانا} .. مذهل!

لا يزال في جعبتي المزيد ولكنني لا أستطيع إكمال هذه التدوينة التي بدأتها صباح اليوم وأعود الآن في منتصف الليل لإنهائها ، لأن الصداع يتملكني هذه اللحظة .. وحيدةٌ في غرفتي .. كل شيءٍ هادئ .. ولكن رنينًا يدق في أذني يجعلني في بعدٍ آخر .. لا يشبه الواقع ولا يشبه الأحلام .. بين بين ..

أراجع الأعراض النفسية للصداع ولا أشعر أن شيئًا منها يمثلني .. أما الأعراض الحقيقية فنعم ، هنالك سببٌ منطقي لما حصل .. أخرج اليوم إلى عيادة الجلدية بشعرٍ مبلول .. ثم أجلس هناك أمام المكيف .. لن ألوم نفسي لأنني مللتُ من ذلك ولي ذاتُ الأعذار دائمًا ..

الكونسيرتا أيضًا تسبب الصداع لبعض الأشخاص وقد فعلت ذلك بي في أول الأيام فقط .. فهل من المنطقي أن يختار الصداع أيامًا دون أيام ، لا أدري ..

يزعجني هذا الصداع المضاعف .. حتى أنه كاد أن يوشي بي اليوم .. وقد كان اليوم يوم “العيلة” وكان منزلنا ممتلئً بعائلتي .. أشعر بالدوار و أكاد أفقد إتزاني كلما وقفت وقد شعرتُ بأنني على وشك فقدان الوعي لمرتين .. ولكنني كلما شعرت بالسقوط تماسكتُ في داخلي .. فآخر من أرغب أن يشاهدوا ضعفي هم عائلتي ، أمي على وجه الخصوص .. يجب أن أحافظ على صورتي القوية أمامها ، لاسيما أنها أصبحت الوحيدة التي سترافقني إلى دبي ، وبصفتي “الليدر” في هذه الرحلة ولكي تشعر أمي بالاطمئنان .. يجب ألا تختل صورتي القوية أمامها ..

يزداد حبي لنفسي اليوم ، وبفضل حدثٍ ما .. وبعد قرارٍ ما .. أثبتُ لنفسي أن لي قلبًا عطوفًا مراعيًا ..

ففي الوقت الذي كنتُ أظن فيه أنني لا أكترث لأمر الآخرين أو لجرحهم ، وأنني أقدم مصالحي قبل كل شيء ، وفوق كل شيء .. تصرفتُ بطريقةٍ مغايرةٍ تمامًا .. اخترتُ التخلي عن قول الحقائق الجارحة ، فقط لأنها جارحة .. لأنني لا أريد أن أؤذي أحدًا .. هذه حقيقتي وهذا أنا .. والحمدلله أنني شهدتُ هذا الجانب المراعي مني .. شكرًا لمواقف الحياة الشائكة التي تخرج معدننا الأصلي ..

أظن اللحظة الذهبية لممارسة التأمل قد حانت .. هذا الصداع يستمر بجعلي أعيش شعورًا لا ينتمي للواقع .. الرنين المزعج الممتلئ بالسكون يدعوني للبعدعن كل شيء .. والغرق في عالمٍ بعيدٍ جدًا ..

اكتب تعليقًا