في طريقي لحب نفسي بدأت أثمن ذاتي أكثر
بدوت حقيقيةً أكثر أمام الآخرين ..
آسفة لكل مرة لم أقدر بها نفسي بما يكفي ..
يجب أن أؤمن بما قاله لي ذلك الزميل الثلاثيني البسيط “full option”
ذلك الزميل الذي تحرّج من الجلوس معي ، يقول ببساطة “خوذيني بالفطرة أنا ريفي ما تعودت أجلس مع بنت” ولكننا جلسنا بعد ثلاثة أيام في ذات الطاولة ، لربما رأى جديتي ومجاراتي لذكوريته فاستطاع الجلوس معي والنقاش في العمل الذي يجمعنا ..
ثلاثة أيام كانت في مركز الحوار الوطني ، كانت أيامًا ثريةً بالعلاقات والإلهام ثم الفوووووووز تاليًا …
هناك علاقة عكسية بين حب الذات والبحث عن رضى الآخرين ، وقد لمستُ تقدمًا في شخصيتي ..لطالما اعتدتُ مجاملة الآخرين ، والظهور بشكلٍ لطيفٍ بسيط .. وقد أكسبني ذلك الكثير من العلاقات .. غير أنني في الثلاثة أيام الأخيرة قد شعرت بانعدام الرغبة في إرضاء أحد ، أو الحصول على إعجاب الآخرين .. بدوت حقيقية أكثر .. رغم أن حقيقتي جافةٌ بعض الشيء ، ولديّ “ايقو” غير محبب .. ولكنني كنتُ مرتاحة .. لأن هذه حقيقتي والتي لن أغيرها لأجل العابرين ..
أهدتني الحياة لقاء نيتي الجادة نحو حب نفسي ، نتيجةً لم أتوقعها .. فقد ظننتُ أن شخصيتي الحقيقية “منفرّة” .. ولكن حدث العكس ، تقرب مني الآخرين كما لو كنتُ شخصًا ودودًا .. وحرص الكثيرون على الحديث معي ..
كأن الحياة تريد أن تقول لي “في اللحظة التي ستتقبلين نفسك سيتقبلكِ الآخرون كما أنتِ”
شاركني عمر في ثاني أيام البرنامج ، عمر دعوتي التي أجيبت .. وخير صحبتي عمر ..
الأستاذ فيصل الذي لم أستطع فهمه يومًا ولم يحدث أن حصل بيني وبينه أي اتصال ، يشاء القدر أن يظهر لي حقيقته الجميلة .. أعني الجميلة جدًا .. يحدث أن يتم ترشيحي للمشاركة في مسارٍ لا يتناسب معي .. يرفض جميع المنظمون تغيير مساري ، أتحدث إليه .. لا يملك حلًا ولكنه أخذ على عاتقه محاولة إيجاد حل .. وهذا ما حصل ، “الفزعة” تأسر قلبي دائمًا … لاسيما من شخصٍ لم يجمعني شيءٌ معه من قبل ..
أمتلك في داخلي رحمةً بالعنوة أحاول “وأدها” لأنها كالنهر لو انسكبت .. لا تنتهي .. تؤلم قلبي بلا فائدة ، ولوقتٍ طويل ..
قد كانت على وشك الحدوث لمرتين .. الأولى عندما توقف أحد المرشدين التقنيين للتعريف بنفسه أمامنا .. بدا مرتبكًا ، متلعثمًا ، قصيرٌ وبدين .. يمتلك ملامحًا وديعةً جدًا ، بدا كالطفل وهو يتحدث .. حاولت إبعاد نظري عنه لأنني لو سمحت لشعوري أن يكون لبكيتُ بين الحاضرين …
يخبرني فيما بعد وعندما تحدثتُ معه في اليوم التالي عن ارتباكه في التعريف عن نفسه ، يقول مبررًا “فاجأوني ما استعديت” وأنا أدرك أنه كان يحاول تخفيف الحرج الذي يشعر به ، سوا أنني قلتُ بثقةٍ أعنيها “ما تهتم ، كان كلامك واضح ومرتب”
الموقف الثاني في اليوم الأخير ، وقد كنا ننتظر إعلان النتائج في القاعة الكبرى ، وقد مضى على انتظارنا ما يزيد عن الأربع ساعات .. كان الحضور ما بين متوتر ولا مبالي ، مجموعةٌ هنا تتحدث ، وآخرون يذمون لجنة التحكيم ، آخرون يأكلون في زاوية القاعة ، آخرون لوحدهم يشعرون بالأنس والاكتفاء مثلي .. في منتصف الوقت هممتُ بالخروج لبضع دقائق خارج القاعة ، لأتفاجأ بسيدةٍ ستينية (مرافقة) محتشمة جدًا .. تجلس على أحد كراسي القاعة الصلبة .. وقد استغرقت بنومٍ لا تدركه .. بوضعيةٍ غير مريحة .. توقفتُ أمامها بدون شعور … آلمني قلبي ، وشعرتُ بغصةٍ مزعجة .. تخيلتها أمي لبضع ثواني .. وقبل أن أسمح لدموعي أن تسيل .. أكملتُ مسيري بسرعةٍ وحاولت تناسي ما رأيت ..
أزعجني – وتكرر علي- الكثير من النصائح التي لم أطلبها لاسيما من فئة “الرجال” لا أدري لماذا يحب الرجال استعراض قدراتهم وخبراتهم .. لماذا يحبون إسداء نصائحَ لم تُطلب منهم ؟
أمجد من جيزان ، عادل من جدة .. كانت فرصةً لي أن أحظى بالتعرف على أشخاصٍ مثلهم من ثقافاتٍ وخلفياتٍ مختلفة ..
مارستُ الإيمان بمتجري هذه المرة ، عندما وقفتُ أمام لجنة التحكيم تحدثتُ كما لو أن متجري هو المخلص من سوء هذا العالم ، كما لو أن الناس لا تستطيع العيش من دونه .. وقد أثمر إيماني هذا بفوزي للمرحلة التالية ..
يجهل الناس صعوبة وتعقيد إنشاء المشاريع ، في غضون ساعاتٍ قليلة يتحدثون ويقررون بسطحيةٍ إنشاء مشروعٍ ما ، والمصيبة الأعظم أنهم اختاروا فريق العمل في ذات الساعات القصيرة ..
الحمدلله أنني واعية ، وأنني أدرك في عمري الصغير مالا يدركه الكثيرون
خمسة نجوم ، نورة العزيزة أنتِ خمس نجوم!
وهذا لا يبيح لكِ الاستمرار بالإيقو البغيض ، ولكن البدء والاستمرار بحب نفسك … تقبل نفسك .. الترحيب بكل صفاتك الجميلة .. تقبل صفاتك الجميلة … مسامحة نفسك .. تقبل عيوبك .. الترحيب بفكرة إنكِ شخص خُلق ليعيش باستمتاع وحب لأنه يستحق ذلك ..