تلك الأشياء التي تبهجني لم تعد كذلك ..
حلمت دائمًا بالاستقلالية والحرية ، وقد حصلتُ عليها .. أنا سعيدة ولكن ليس بالقدر الذي توقعته ..
كان الحلم كبيرًا جدًا ، وكانت مشاعري تجاه هذا الحلم هائلةً جدًا ، شعرتُ أنه الخلاص ، وأنها الجنة ..
ليس هذا فحسب ، بل كل أحلامي التي تمنيتها وتحققت .. كانت لامعةً جدًا عندما كنتُ أسعى لها ، وعندما حصلتُ عليها بدت عادية .. لا تستدعي البهجة المفرطة ..
هذا الاكتشاف بدأ منذ ثلاث سنوات .. عندما خسرتُ ما يقارب العشرين كيلو من وزني .. كنتُ أظن أن رشاقتي ستكون سر سعادتي ، وظلت أمنية الرشاقة حلمًا ورديًا يحلق بي كل يومٍ في خيالاتٍ مبهجةٍ لا تنتهي .. تحقق حلمي ، أصبحتُ رشيقة ، وامتلكتُ جسمًا فاتنًا كما حلمت .. سعدتُ بالتأكيد ولكن ليس بقدر السعادة التي ظننتها ستكون قبل أن يتحقق هذا الحلم ..
هذه الأيام أسافر لوحدي لأي مكانٍ أشاء ، أعيش لوحدي ، أقرر قراراتي الخاصة لوحدي ، لم أعد أحصل على كلمة (لا) من أمي .. تقرر أمي أن تكون راضيةً عني بذات الطريقة التي حلمتُ بها .. أن أعيش حقيقتي المطلقة برضاها .. لقد تحقق .. أنا أعيش أحلامي تمامًا .. ولكنني لستُ مبتهجة .. الآن . والآن تحديدًا في الطائرة .. لوحدي .. بكامل استقلاليتي وحريتي .. في طريقي لزيارة أهلي مجددًا في دبي في الثامن والعشرين من رمضان .. اخترتُ عدم ممارسة شيء في هذه اللحظة سوا تأمل حياتي وأحلامي المحققة .. هذه الأيام ذكرتني بشكلٍ مباشر بما حل لي عندما تحقق حلم الرشاقة توقعات عالية ، ثم حقيقة مختلفة .
تحقق لي هذه الأيام حلمي الكبير والذي لا أستطيع البوح به (ح صغير) والذي “هو الآخر” بدا حدثًا سعيدًا كغيره .. سعيدٌ بشكلٍ هادئ .. وليس سعيدًا جدًا ..
محبطة قليلًا ، لأنني علمتُ حقيقة الأشياء التي أجري ورائها .. كل شيءٍ يبدو لامعًا ما دام بعيدًا عنا .. منذ اللحظة التي نصل بها لأحلامنا يختفي بريقها ..
هذه الحقيقة علمتني أن أعيش الحاضر ، وأستمتع باللحظة .. فلا شيء مثير (جدًا) ينتظرني في نهاية الطريق الذي أسير فيه .. لهذا وجب علي أن أستمتع بالطريق كيفما كان ، وأستمتع بكل المحطات الصغيرة التي أمر بها من خلاله ..
هذه القناعة الجديدة لا تشبه عقلي ولا طريقة تفكيري التي اعتدتُ عليها .. و لا أدري هل لما حصل لي في أشهري الأخيرة وهو حلمي الكبير وما تبعه من تفاصيل وأحداث له علاقةٌ باكتسابي لهذه القناعة أم لا
– المعاد الصحيح لهذه التدوينة (٢ماي)