صباحًا شربتُ الاسبريسو من دانكن دونات في تمام الساعة ٦:٤٠ دقيقة

عند الساعة ٧:٢٠ دقيقة ابتدأ درسي في القيادة ، درستُ فيها الوقوف بدرجة ٩٠ والوقوف بدرجة ٦٠

ينتهي درسي ، أذهب بعدها مباشرةً إلى السينما لحضور فلم أحمد حلمي الذي لم يكن ممتعًا كفاية .. ولكنني تناولت طبقي الذي يسعدني “بطاطا بالنكهة الخاصة”

ينتهي فلمي لأذهب بعدها في تمام الـ ١١:٥٠ إلى عيادة الدكتورة أسماء الصاعدي ، رتوش ع الشفايف، رتوش ع الوجه .. ولأن الورم سيلازم شفتي هذه الأيام فإن مزاجي ونفسيتي ليسا مستعدان لاستقبال أي انتقادٍ من والدتي التي تبغض هذه الرتوش وتؤمن أنني جميلةٌ بالفطرة وهذه الرتوش إنما تفسد جمال ملامحي

أنتهي من العيادة ، يحادثني “حاسبات العرب” يخبرني بانتهاء الإصلاحات الخاصة بـ “ماكي” الذي تعطل منذ يومين بشكل مفاجئ تبعًا لمزاجي المنخفض هذه الأيام

أستعد لسداد رسوم الإصلاح ، يخبرني أنه يعفيني من الدفع وأن هذه المشاكل تطرأ بشكلٍ دوريٍ على أجهزة التفاحة

في الـ ١:٣٠ أتمكن من حجز موعد اكريلك لأظافري ، يسعدني جدًا تمكني من ذلك ، لأن هذا الصالون الشهير يشترط حجزًا مسبقًا ولكن سيدةً ما ألغت موعدها في الساعة ٢:٠٠ ظهرًا لأحل محلها ،

شكرًا للسيدة التي لم تأتِ

وشكرًا للسيد اوبر الذي أخبرته أن يتوقف عند “دانكن دونات” القريب من الصالون لأنني كدتُ أموت جوعًا ، وبدون تركيز نزلتُ في دانكن ونسيتُ إحدى هاتفاي ، عدتُ بعد ذلك .. ليقول لي السيد اوبر : “أنتِ طيبة أختي .. كيف ناسيه جوالك ؟ .. ترا فيه كثير ناس ما تخاف الله وتسرقه زي السلام عليكم”

شكرًا لأنك أحسنت الظن بي ، ولكنني بالتأكيد لم ق بك ولستُ بلهاء لأترك هاتفي في سيارةٍ لستُ أعرفها .. ولكنني عديمة التركيز .. وحصل أن الله يرسل لي أشباهي دائمًا فرغم قلة تركيزي حظيتُ بسيدٍ طيبٍ أمين مثلك

أنتهي من الصالون في تمام الساعة ٥:٠٠ لأحصل على أظافر جذابةٍ جدًا .. بذات اللون الذي حلمتُ به

أذهب إلى “مخزن المتجر” لاستلام وتسليم مبالغ وأوراق تخص العمل

في الـ ٦:٣٠ أذهب إلى الـ “جيم” أردتُ رياضةً عنيفة تفصلني عن كل شيء ، هل انفصلت ؟ لا أعرف ..

أعرد للمنزل في الساعة ٧:٣٠ ، أجلس مع حبيبتي التي ابتهجت عند رؤيتي في المنزل قبل معادي المعتاد ، الدمعة في عيني كانت .. “أنا تعبانة” .. “مارحت للمكتب اليوم، تعرفين” .. ثم بدأتُ بطفولتي التي اعتادت عليها سرد سلسلة همومي في هذه الحياة ، لهذا كان اقتراحي لسفرنا سويةً بضعة أيامٍ في مكانه ، وقد حصلتُ على بركتها وموافقتها و “مالها” :d

شكرًا السيد (أ) سائقي .. الذي تكفل بـ ٩٩٪؜ من رحلاتي لهذا اليوم ، شوارع الرياض مع عودة المدارس مقيتة حد الجنون ، لقد عشتُ نصف يومي في السيارة .

رسالة اليوم : المال لا يصنع السعادة ، قد يكون طريقًا سريعًا لها ، ولكنه لن يكون سببًا بذاته للسعادة ..

أدركتُ ذلك وأنا أتأمل وجه أخصائية الأظافر الفلبينية لساعتين وهي تعمل على أظافري

كانت أظافرها متهالكة ، شعرها تالفٌ حزين ، ظهرها محتدبٌ من كرسيها عديم الراحة ، ترتدي حليًا بسيطة ، بدا وجهها بحاجةٍ لرتوشٍ كثيرة “كالتي عملتها اليوم” ، لا تبدو على هذه السيدة أي علامات للسعادة

شعرتُ لوهلة أنني وهي نمتلكُ ذات المشاعر ، ولكن بظروفٍ مختلفة

كلانا لسنا سعداء ، ولكن الفرق بيني وبينها هو أنني لا أتحملُ مسؤوليةً سوا نفسي ، لهذا أصرف على نفسي ما شئت ، وأملك مالًا هي لا تملكه .. هل أنا سعيدة ؟ لا.. هل هي سعيدة ؟ لا

أؤمن دائمًا بهذه القناعة ، وأعلم أن السعادة لا تُشترى .. ولكنني اليوم لمستُ هذه القناعة .. شعرتُ بها .. وازددتُ يقينًا بها

الحالة الوحيدة التي نشتري بها سعادتنا بالمال هو عندما يمكنّنا المال من الحصول على مرشدٍ روحي ورفيق دربٍ كالظل لنا ، حكيمٌ تحيط به هالة شفاءٍ من كل مكان .. أقول لك آنذاك بإمكانك أن تشتري السعادة ..

أريد أن أقول لكِ في نهاية هذه التدوينة الطويلة ، أنتِ أكثر من يدرك أن الهروب ليس بحل ، وما حصل لي اليوم كان محاولةً مني للهروب من مشاعري المنخفضة ، المواجهة للشجعان .. وقد علِمتكِ دائمًا قويةً ، شجاعة .. كوني كما العهد .. أحبك ، جدًا .

اكتب تعليقًا