هاي أنا ..
عادتي في الأكل الجوع دائمًا ، بين كل ساعةٍ وأخرى … قررت اليوم تجربة “البوفيه” بجانب منزلي بعد توصية صديق
نزلتُ بعدما ارتديتُ حجابي ، دخلتُ هناك .. وهي مرتي الأولى في البوفيه ، طلبت شكشوكة، مقلقل مع طماطم ! ونعناع بدون سكر .. الحساب ؟ ٧ ريال .. واو ، رخيصٍ جدًا ، ولذيذٍ جدًا ، ومشبعٍ جدًا
المدهش أن هذه البوفيه تمتلك جهاز “شبكة” للدفع “واي فاي” .. واو .. هل كل البوفيات هكذا متطورة ؟ أم أن هذا المكان متقدم عن غيره ؟ لا أعلم
العجيب في الأمر أن هذا الفطور التصق ببطني لست ساعاتٍ أو يزيد .. أشعر بتخمةٍ مزعجة .. وأظن أن ذلك بفعل الخبز الأبيض ..
بعدها ذهبتُ إلى النخيل مول ، وبقدر ما كان هادئًا و”رايق” بقدر ما كان مليئًا بالشباب الذين يبحثون عن فريسةٍ جديدة .. بمختلف أعمارهم وجدتهم ، الخمسيني والثلاثيني .. والمراهق ..
تزعجني نظراتهم وتربكني .. وأضطر في كل مرة أن أخرج عن طبيعتي وأنظر إليهم نظرةً حادة حتى يخجل من أمامي ويخفض نظرته الفاحشة ..
اشتريتُ من بولو قميصًا أنيقًا .. يفوق ميزانيتي ولكنني اخترتُ أن أعيش اللحظة .. وشعرتُ يقينًا أن الخير قادمٌ دائمًا ..
كان قميصًا “ساترًا” لسفرتي القادمة القصيرة إلى “دبي” .. وقد دُعيتُ إلى هناك .. وقبلتُ الدعوة .. وفرحتُ .. وانتعشت روحي قليلًا ..
التقيتُ في المول أطفالًا صغارًا في رحلةٍ مدرسية .. وشعرتُ لوهلة بكمية الحظ الوافر الذي أمتلكه .. فلستُ الطفل ولستُ المعلمة الغاضبة .. حمدت الله لوهلة لأنني لستُ أحدهمها وأن حياتي أفضل ولو قليلًا ..
ثم بعدها اشتريتُ من كودو غداءً لصديقٍ في المستشفى ..كان موظف كودو هو الآخر منفتحًا للتعارف ، تحدث معي أنه يعاني من تركيزٍ حاد جراء عمله السابق في أكبر صحاري العالم في أمريكيا إذ كان يعمل بجوار الأسود والحيوانات المفترسة ، وغلطةٌ واحدةٌ منه تكلفه حياته ، لهذا أصبح شديد التركيز ، لم أرى وجهًا بشعًا للتركيز حتى التقيته ، وأنا التي كنتُ ولا أزال مهوسةٌ بتعلم طرق زيادة التركيز .. آخذ الطعام ، أشكره .. أذهب للحمادي – فرع العليا .. أخطئ الطريق ، تضيع مني المخارج ، يتضاعف وقت الوصول .. وبعد الوصول ، والنزول إلى الدور الثالث اكتشفُ أنني ذهبتُ للفرع الخطأ .. لقد غضبت .. وخرج دخانٌ من أذناي .. استجمعتُ نفسي .. ذهبتُ إلى الفرع الصحيح .. وبمزاجٍ منخفض سلمتُ الصديق طعامه وغادرت ..
ثم إلى وزارة التجارة ذهبت من أجل إنهاء أوراقٍ رسمية ، المواقف ضيقةٌ وصغيرة ؟ ما العمل .. أوقف سيارتي وأنا أفكر بحلٍ .. صدقًا لم أفكر بحل .. فقد بدأتُ بمتابعة دورة “نداء الروح” وهي دورةٌ عميقةٌ جدًا ولمست فيني الشيء الكثير ، لذلك كنت أستمعُ إلى الدورة وأنا أنتظر أن يسهل الله لي موقفًا .. يطرق الباب سيدٌ .. يبتسم ، يشير لسيارته المرسيدس .. يقول بلغة للإشارة .. سأخرج وتعالي مكاني .. ييييييييس .. شكرًا !!! شكرته من قلبي ، ثم دخلتُ للوزارة وأنهيتُ ما يلزمني بسلام .. أنا الآن في منزلي .. وحدي .. أشعر بالسكينة .. أحب الشمس وما دامت موجودة فروحي مستقرة .. أما عندما تغادر وأثناء الغروب ، يبدأ مزاجي بالتعكر ، وهذه مشكلةٌ نفسيةٌ غريبة لا أعرف ما تفسيرها .. حتى أنني في اليوم الذي لا أخرج فيه نهارًا فتجدني أثناء القروب أهرع لسيارتي وأذهب لأي مكان .. أي مكان .. المهم ألا تغيب الشمس بدون مشاهدتي .. بدون مراقبتي .. غريبٌ جدًا ..
لذلك ولأن الشمس لا تزال أمامي .. أكتبُ ما أكتبه للآن بسلامٍ وسكينة .. في تمام الساعة السادسة لدي لقاءٌ خفيف مع مجموعةٍ خاصة بدعم مصابي الاكتئاب ، رغم أنني لم أصنف نفسي بعد بهذا الوباء .. ولكنني أحتاج معرفة أعراضه ومشاعره من خلال المصابين الذين سألتقيهم اليوم ، بهدف فهم نفسي .. رغم أن دورة “نداء الروح” لها رأي مختلفٌ جدًا .. ف وفقًا لهذه الدورة .. ما أمر به يُسمى “الليلة المظلمة للروح” وهو شيء يختلف عن الاكتئاب ، ولكن التجربة والبحث والسؤال خير طريق للوصول ..
يروق لي “دايت الكيتو” بعدما أخبرتني رهام أنه يعتمد على اللحوم والدهون فقط ، وأنا مؤخرًا بدتُ على وفاقٍ جزئي مع اللحوم وتحسن جهازي الهضمي كثيرًا .. لذلك وبعد جريمة الصباح ، اقرر تناول “دجاج ناجيت” لنرى النتيجة لاحقًا ..
وبعد قصتي هذه ، أوقفتُ العداد بعدما فتحته في مستهل هذه التدوينة .. وخمنوا ماذا … ٢٥ دقيقة بدون إحساسٍ بالزمان ولا المكان …. واااااااااااااااااااااااو .. هذه إشارةٌ صريحةٌ إلى أن الكتابة هي هوايةٌ أمتلكها … فأحد أهم شرط في الهواية هي “إنك تفصل عن الحياة” عندما تمارسها .. وهذا ما حصل ، لم أشعر بالدقائق تمر ، لم أشعر بجسدي ، لم أشعر بشيء سوا أنني أكتب ما يملي عليه عقلي .. وهذا خبرٌ سعيد .. وهبةٌ عظيمةٌ جدًا …
يُوحى إلي الآن ، أن أفتح جهازي اللاب توب ، وأجرب كتابة نصوص أدبية طويلة ، ربما قصة ، ربما خواطر ، ربما لا شيء فقط أكتب لغرض الكتابة …
الحمدلله كثيرًا ….. الحمدلله كثيرًا