عسل على قلبي

قلتُ لماما بطريقةٍ غير آبهه ، وكأنني أدرك أنها سترفض طلبي .. “شرايك أعزمك على مساج” .. قالت “يلا”

كانت هذه لحظةً تاريخيةً بالنسبة لقلبي ، رفرف قلبي ، وفقدتُ تركيزي … حتى أنني نسيتُ كل أسماء مراكز المساج ، ومن الأفضل منهم ..

أمي يا أصدقاء ، ومذ خرجتُ للدنيا وأنا و أخوتي نرجوها أن تذهب لزيارة مركز المساج .. ودائمًا يكون الرفض جوابها الوحيد .. حتى أننا في آخر سنواتنا توقفنا عن عرض هذا الطلب عليها ..

أحب التغير الذي طرأ على ماما مؤخرًا في آخر ثلاث سنوات .. وتحديدًا منذ أن تحرر جسدها وفكرها “جزئيًا” من سطوته ..

تفتنني ماما عندما تحب الحياة وتقرر تجربة أشياء جديدة

بدأت منذ سنةٍ ربما بممارسة الرياضة ، وكانت قد حاربتها سابقًا جملةً وتفصيلا .. كوتش سمر أصبحت صديقتها المفضلة والتي تزورها ثلاث مراتٍ في الأسبوع

تتقبل بصدرٍ رحبٍ عمل أختي الصغيرة في مقهى مختلط ..

ترحب باستخدام اوبر متى ما دعت الحاجة لذلك

والأهم أنها صارت تتقبل حقيقة أننا نبذنا النقاب منذ زمنٍ طويل

تتجدد أمي .. تتجدد ماما .. وأنا سعيدةٌ لذلك

كان مستحيلًا لعقلي أن تحل الحياة لأمي .. أن تسمح لعقلها أن يتحرر .. ولكن أظن أن المستحيل بات واقعًا .. جميلًا

أحبها أمي … ورغم كلفة المساج عليّ كان “عسل على قلبي” .. وأنا على كامل الاستعداد أن أعيش بميزانيةٍ محدودة .. لأجعلك سعيدة … وإذا رغبتي أن نذهب للمساج كل اليوم .. سأوافق ، وبحب !

اكتب تعليقًا