
إلى الرياض وقوفًا بجدة …
أعمل المسحة بالأمس ولكن تذوقي معدوم .. لذلك أفضّل الابتعاد عن ماما والصغيرات … أجد بصعوبة رحلةً إلى الرياض وقوفًا بجدة ..
في داخلي هاجسٌ يقول “ياليتك سمعتي لنفسك” .. لم أكن أرغب في الذهاب لأبها .. لربما روحي كانت تود أن تخبرني بأنه من الأفضل عدم الذهاب ، ولكنني ضغطتُ قليلًا على نفسي لسببين .. ماما التي بدت سعيدةً جدًا بقرار سفري معها .. ولأجلي لأنني أخاف أن تتحول عزلتي عن الناس هذه إلى رهاب اجتماعي يتطور تبعًا تطورًا لاكتئابي .. لذلك قررت مواجهة الواقع والذهاب والاحتكاك بأخي وعائلته
قلبي مفطورٌ على الصغيرة د والتي هي حب حياتي .. تدرس في KG2 .. قررتُ أنا وهي أن نكون صديقات في هذه الرحلة .. أهديتها كتابًا عن “طائر الدودو” كان قد أتاني هدية من وجبة ماك للأطفال ، بالإمس لعبنا لعبة الأم والبنت .. كانت هي أمي وأنا ابنتها الكبرى … اعتدنا أن نحضن بعضنا كلما استيقظنا .. ولأنها طفلة كان من الصعب جدًا إبعادها عني .. تقترب كثيرًا .. وتحاول ملامستي .. على رأس كل ساعة أذكرها أن “فيني حرارة” ولا يجب أن تقترب مني .. أمس أخبرتها أنني سأغادر للرياض … لم تصدق هذا الخبر .. صمتت … أحبها جدًا ..
شريكتي في السكن مصابة ، وأنا بانتظار نتيجتي والتي من الممكن أن تستغرق ٤٧/٢٤ ساعة .. أرجح أن الخيار الأفضل هو النزول في فندق حتى ظهور النتيجة .. أعترف؟ في داخلي فرحٌ مخفيّ .. أفتقد حياة الاكشن و”البهذلة” هذه!!! ..
ربما همي الوحيد إن تأكدت إصابتي بكورونا أنني سأنعزل وحدي بعيدًا عن حياة الخارج ، وهذا مالايعجبني بتاتًا ..
أختي س قادمة للرياض بعد يومين .. وبما أنني بتُ أعمل معها .. فهذا يعني “اكسترا شغل” الأيام القادمة ..
كتبتُ للتو في ملاحظاتي .. “وش بيصير لو ما كنت أهتم بالناس” دونتُ تحتها عددًا من النقاط الجوهرية التي سأكسبها بمجرد تخلصي من رأي وتأثير الآخرين بي .. وهذا نضجٌ أحببتُ حصوله .. لأن المكاسب لم تكن واضحةً لي فيما مضى كما هي الآن ..
ألاحظ أيضًا تحسنًا إيجابيًا في شخصيتي عند اتخاذ القرارات .. أصبحتُ أقل ترددًا ، ألحظ ذلك عند التسوق ، وفي الأماكن العامة ..
رغم اختياري صفًا فارغًا .. يجلس للتو بجانبي طفلٌ ملاك .. أحييه بحب “أهلين وسهلين” .. دقيقة ثم تبدل أخته الكبرى مكانه (ش*) !