قررت أن أحب القصيم
رغم أنني لم أُخلق ولم أترعرع ولم أسكن هناك .. ولكنني أشعر بالانتماء لتلك المنطقة …
تتنمر صديقتي (أو ربما كانت) على هذه المدينة ..
تغضبني جدًا ..
تقول أن أهل القصيم بخلاء ، وأنا أقول أنهم يحسنون صرف أموالهم .. وشتان ما بين الاثنين ..
البخيل لا يتصدق ، ولا تتوسع تجارته تبعًا لاستثماراته ، البخيل لا يُرفهه عن نفسه ولا يعيش حياته ..
هل هذه سمةٌ في “القصمان” من حولك ؟
بالتأكيد لا .. ما تتحدث عنه هي صفة لا تنتمي لمنطقة
ولكن أظن أن “حسن التصرف” وبجهلٍ منها تظنه بخل ..
صديقتي هذه تتحمل قرضًا حاليًا على قرضها السابق الذي لم يُسدد بعد “عشان خاطر سيارة مرسيدس” .. تعيش مستوى ليس بمستواها … وقد كانت فيما مضى تحرص على إكرامنا بالغداء والعشاء رغم حملها للدين الأول ..
ولأنني أنا نورة لا أفعل ما تفعل ، كنتُ فيما مضى أباشر على صديقاتي الغداء وفقًا لقدرتي المادية ولا أختار مكانًا ولا طبقًا ذو مستوى لا يتوافق مع حالتي المادية
أنا نورة ، اشتريتُ سيارةً بقيمة ٧٥ ألف ، بحرّ مالي ووفقًا لقدرتي المادية .. وقد كانت عندما ركبت سيارتي عندما اشتريتها قالت لي بالحرف الواحد “أحس هالسيارة مؤقتة” تقصد أنني أستحق سيارةً “أفخم” من ذلك .. لم تعجبني هذه الكلمة ، وقد كسرت فرحتي البسيطة بسيارتي ..
يغضبني أنها تراني على خطأ ، وترى ما أفعله هو بخلٌ مني .. وترى أخذها لقرضٍ بربع مليون هو تصرفٌ صحيح ومنطقي … هذا جنون ! وجهل !
يغضبني ملاحظتي اختلاف مبادئنا وقناعتنا ..
يغضبني أن صديقتي ربما لن تكون صديقةً لي كما كانت فيما مضى ..
سأخبركِ شيئًا … بهذه العقلية لن تكوني ثريةً يومًا !
–
تتنمر صديقتي أيضًا على “لقافة” القصمان .. ولا أنكرها ولا أظن أنها سمةٌ تتصف بها مدينتي لوحدها بقدر ما تكون “حسب الشخصية”
ولكنني أريد أن أقول أن “الفضول” صنعني ، وأتاح لي ولا يزال الفرص المميزة في كل مكان ..
أنا “بثرة” و “الي ما يعجبني أقول” و “نشبة” .. وهذا ما يجعلني أحصل على ما أحصل عليه ..
لم أسكت عن حقي يومًا ، ولم أتنازل عنه .. وهذه قوتي وشهادتي في احترامي لذاتي ..
تنظر لهذه الصفات بسخرية ، تتنمر دائمًا.. وقد بدأ هذه الموضوع يزعجني .. جدًا…