تخيلتُ محادثةً مستقبليةً لي مع أبي اليوم ، تخيلته يلومني على قراراتي المتمردة ..
قلتُ له : أنتَ صنعتني ! وأنت ربيتني !
لم تعطني اهتمامًا بقدر ما كنت مهووسًا بإنجاب المزيد من الأطفال ، وقد كانت النتيجة أنني كبرتُ وأنا أرغب بشدة الدخول في علاقةٍ تعطيني ما لم أحصل عليه منك ولا من ماما.
يغضبك أنني أصبحتُ شخصية مشهورة ؟ ومحط اهتمام الكثيرين ؟ .. سأقول لك من جديد أنت صنعتني … لطالما كنتَ تخبرني بأفعالك أنني درجةٌ ثانية ، أنا لستُ نجمةً في عالمك ، ولن أكون .. لقد ذهبتُ إلى مكانٍ آخر حيث يسمح لي أن أكون نجمة كما أحلم
تراني مهوسةٌ باستكشاف العالم ، وأحب السفر ، يزعجك ؟ لقد كانت البداية منك عندما قررت قرارًا عديم الحكمة وعديم العدل وقتما سمحت لإخوتي الذكور أن يجوبوا العالم ، أما الإناث فليس مباحًا لهم
ستراني وتسميني “متبرجة” و ربما “فاسدة” .. و(مجددًا) كان قرارك أن تربيني على منهج الإجبار ، وأن تجعل حجابي والتزامي الديني أسلوب حياةٍ لا نقاش فيه ولا اعتراض
لاحقًا نما في داخلي متمردٌ كبير ، كان يسكنني لسنواتٍ عندما كنتُ تحت جناحك .. لقد نما وتغذى جيدًا .. وهاهو قد خرج إلى الحياة ..
لم تدرك يا بابا أنك حاولت التحكم بحياتي لسنوات ، كنت قويًا وشديدًا وعنيدًا … ولكنك لم تدرك أنني ابنتك …
ورثت قوتك ، وجديتك ، وعنادك عندما تريد شيئًا أن يكون ، ورثت فصاحتك ، وثقافتك ، …
قوتي ولدّت تمردي ، وخرج من جديتي مسيرةٌ زاخرةٌ بالأهداف والأعمال .. أما عنادي فهو قائدي وأشق طريق حياتي به ..
لا يُنجب الأسد يا بابا سوا لبوة ! لا أدري لماذا كنت تظن أنني سأكون دائمًا ضعيفة ؟ وراضخة ؟
لماذا تنسى أنني ابنتك ؟ وأن دمك يسري في جسدي ، وأنت من جلبتني للحياة
أنا امتداد ذريتك .. لم يُخلق تمردي من العدم ، ولا من “فساد الزمن” لم أستمد قوتي لا من علمٍ ولا مال ..
أنا ابنتك ، ما حصل أو سيحصل في حياتي .. كان امتدادًا لمسيرتك … أنت صنعتني …
—————-
أعود للواقع ، أتخيل لو أن أبي حقًا قام بمواجهتي يومًا ما ، سأذرف الدموع .. وأصمت ..