بدأت القصة كالتالي …

كنتُ لا أملك عائلة ، أو بمعنى أدق : يحلّ يوم الجمعة ويذهب الجميع إلى أهاليهم سواي أنا ، أبقى وحيدة …

تحدث الأفراح والاجتماعات الدورية ولا أكون جزءًا منها ..

أدفع لوحدي ثمن الخلاف الذي حصل بيني وبين أخي الصغير …

تقول لي هناء .. “نورة أنتِ جناحك الثاني موجود عند أهلك وراح تضلين دايمًا تحلقين بجناح واحد”

جرحني وآلمني ؟ نعم ..

ربما هذا ما يفسر (لهثتي) في صناعة مجتمعٍ يشبهني …

تشاء الأقدار أن ألتقي بالجماعة من “و” … تطورت علاقتنا بشكلٍ سريعٍ ومبهر .. توافقت ظروفنا مع بعضنا …

م منفصل بدون أطفال

ل منفصلة وتهرب من واقعها المزعج

م المهذب الخجول من جدة والذي قدم لغرض العمل ولا يعرف أحدًا هنا سوا جماعته

س القوسيّ المضحك وأيضًا قدم من جدة ولا يعرف سوا جماعته

بدأت قصتنا عندما كنا قرابة الـ ٨ نجتمع سويةً … ثم قرر الجماعة “و” أن ينفصلوا عن المجموعة لأسبابٍ شخصية …

أخذت صفهم ! .. أصبحنا نجتمع لوحدنا نحن الخمسة ، الجماعة “و” وأنا …

أشعر براحةٍ شديدة تجاه السيدة ل ، أقول لأخواتي .. ل طاهرة القلب والنية … ل تشبهني …

أحببتها وأحبتني “أو هكذا أظن” ….

كنت أزورهم في مقر عملهم ، أتلقى منهم (شدييييييد) الحفاوة ….

احتضنوني كعائلة ، خرجنا يومًا ما إلى مخيم في الشتاء .. كنا لوحدنا نحن الخمسة ، سعدنا كثيرًا … كثيرًا …

كانت الجماعة “و” تشبه عائلتي المفقودة (أو هكذا أوهمني عقلي)

أذكر أنني زرتهم يومًا وبيدي رسوماتي التي رسمتها في دورة الرصاص ، اعتبرهم أصدقاءً خاصين …

ل على وجه الخصوص أخبرتها ما لمن أخبره صديقتي ل (رفيقتي منذ سنوات) … فتحتُ لها قلبي .. والحق أقول .. كانت داعمة ، ومحبة .. كانت عيناها مليئتان بالحب لي ..

قررتُ يومًا أن أكون (نجمة) .. أفكارٌ هكذه والتي تحدد مصيري المهني أناقشها مع نفسي أولًا ، ثم مع شخصٍ قريبٍ مني جدًا ..

وفعلًا … ذهبتُ إليهم يومًا وأفضيتُ إليهم بهذا الموضوع الخاص المصيري … كانوا قريبين مني إلى هذه الدرجة

غدر بي الأصدقاء …

لا أدري ما الذي حصل ؟ هل حصلت فتنةٌ لا أعرف عنها شيئًا ؟ هل تحدث أحدهم عني بالسوء ؟ وإن كان فعارٌ عليهم أن يصدقوا .. وإن لم يكن ، ف مالذي حصل فجأةً وهدم الذي بيننا ؟ (إن كان بيننا) …

لقد كنتُ أحبهم ، كنت أشرق معهم ، وعلى غير عادتي .. كنتُ مندفعةً في علاقتي معهم .. أعطيتهم منزلةً عاليةً في عالمي بوقتٍ مبكرٍ جدًا … صادفتهم في أوج حاجتي لرفيق … وتصرفتُ بدون رويتي المعتادة …

بكيتُ كثيرًا اليوم ، لم ألم نفسي فبهذه المواقف نحن نتعلم وننضج ، رغم أنني لا أعرف ما الذي حصل بيننا ولا أملك تفسيرًا للشرخة التي أصابت علاقتنا ، ولكنني تعلمتُ أن أحمي قلبي مستقبلًا .. وألا أعطي شخصًا مكانةً في قلبي إلا عندما يثبت لي أنه يستحقها .. والأهم تعلمتُ ألا أثق بسرعة … كان هذا عيبي الدائم .. ولا يزال .. لا أستطيع أن أرى الشر في الآخرين ، لا أستطيع .. ولا أمتلك هذه المهارة …

هناك شيئان صغيران أشعر أنهما (جبر خواطر) ويزاحمان حزني ..

أولاً، أنا من المدرسة التي تؤمن أن الحياة دروس ، وبمجرد أن تفهم رسالتك من هذا الدرس سوف لن يعود لك … فهمك لرسالتك من هذا الحدث يعد بمثابة العبور …

لهذا ، أحمد الله أن درسي لم يكن قاسيًا نسبيًا .. أعني ، ماذا لو كان عمر هذه العلاقة سنواتٍ كثيرة ؟ ماذا لو كانت العلاقة أعمق ؟ أكثر خصوصية ؟ الخ …

ثانيًا … لقد بهت شغفي كثيرًا بصناعة العلاقات ، وهذه بركةٌ أخرى … تقول هناء “الجودة في العلاقة أهم من كثرة العلاقات”

لم يعد هاجسي ، وحلمي …. أريد العودة إليّ … أريد بالتأكيد صناعة الأصدقاء ولكنني لن أقبل بأي صديق … سأنتقي .. وسأكون صعبة الانتقاء أيضًا … لأن الجودة تأتي أولاً ..

اكتب تعليقًا