لمة عيلة / يوم العيد

لا أستطيع العيش بدون عائلتي ….
هذه الحقيقة أقولها بملئ فمي ….
أنا أحبهم حبًا خالصًا أبديًا …
لم أصلي هذه السنة في الجامع صلاة العيد ، لأول مرة أتخلى عن هذه الصلاة ، ولم أشعر بالندم ، ثم لاحقًا (صباحًا) في سيارته يقلني أخي ومعه أختي ر وأختي ب ، أحاول التهندم سريعًا ثم أنزل لأجدهم ينتظرونني في الأسفل .. ركبتُ معهم ، ينبعث من داخلي شعورٌ عارمٌ بالسعادة … أخي ن والذي أجلس معه في السيارة بدون حجابي … بعبائي الملونة … وملابسي التي تكشف قليلًا مني … يتقبلني كما أنا .. يحبني كما أنا … يرحب بي أختًا له كما أنا … في مقدمة السيارة أخي وأختي ر ، في الخلف أنا و ب … قررنا التوجه إلى (ذا بريكفست كلوب) وصلنا هناك … كانت الرائحة سيئة … رائحة الحديد في الأواني ، ورائحة ممسحة التنظيف التي باتت قديمة وتنشر رائحةً بشعة … هذا الجو (المقزز) كان كفيلًا بأن يجعلني في حالة (استضحاك ) رغم أنني أعزو السبب الأول إلى حالتي الجسدية كوني لم أنم سوا ١٠ دقائق وأشعر أنني لستُ أنا بكامل طاقتي … ضحكتُ كثيرًا … كان جوًا حميميًا … وكان من الدافئ بالنسبة لي الجلوس مع ن أخي …. الجلوس بسلام ، والحديث بسلام …
التقطنا صورةً جماعية في خارج المطعم ، بالتأكيد سأراها وسأشعر بالدفء ناحيتها كل مرة …
لاحقًا ، ليلًا .. يقرر أبي (عن بعد) كعادته الكريمة كل سنة أن يلمّ شمل العائلة .. وأن يفتح بيته لاستقبال الأعمام والعمات وأبنائهم … كان فخرًا بالنسبة لي ما فعله أهل بيتنا في استمرار هذه العادة السنوية رغم الظروف الصعبة التي ألمت بهم منذ أشهرٍ قريبة …
في قسم النساء كانت ماما ، وأخواتي وبنات أختي وبنات إخوتي …. أجد نفسي بينهم .. كأنهم الأمان .. كانني أجد راحة الدنيا بينهم … بجانب ماما وأخواتي الكبيرات أشعر أنني أعود طفلةً صغيرةً بلا مسؤولياتٍ ولا هموم .. يصعبّ علي شرح هذا الشعور .. ولكنني أحسه الآن .. وأقرر أن أكتبه بلذته .. يرحل الجميع ويبقى أهل بيتنا .. نقرر أن نأخذ صورةً جماعية مع ماما … كانت صورةً مضحكةً وضعيفة ولكنها بالتأكيد جميلةٌ ولذيذة …
أحبهم بلا حدود … أثق بهم ثقةً عمياء .. ونعم .. لو حصل وأن احتجتُ أن أموت لأجلهم ، سأفعل …
أحمل هذه المشاعر لعائلتي لاسيما ماما وأخواتي .. أتفهم الآن جيدًا جدًا كيف أدى انفصالي عنهم إلى كل (الداون) الذي عشته من بعدهم .. كنتُ أظن أنني أحبهم بشكلٍ معتدل .. ربما لأنني لم أُختبر بحبهم يومًا … حتى فارقتهم … عرفتُ حينها إلى أي درجةٍ أنا أحبهم .. وكيف أنهم يستوطنون أعماق قلبي …

كان عيدي جيدًا جدًا .. عشتُ الحب … بين ماما وإخوتي .. شكرًا يالله

اكتب تعليقًا