.

عن بابا .
في الطائرة عائدة إلى الرياض
عن ماذا أريد أن أتحدث ؟
لا أدري لماذا والدي دائمًا يحتل أفكاري عندما أرغب بالكتابة ..
غادرنا أبي سوا أن روحه لم تغادرني
لا أزال خائفةً منه … لا تزال الطفلة التي بداخلي ترتجف عند رؤيته …
لم تستطع الاقتناع أن ذلك الشديد القوي ، لم يعد بقوته الآن .. أصبح شيخًا كبيرًا …. امتلأ وجهه بالتجاعيد … و يحمل عكازًا بيده
رغم ذلك لا يزال يخيفني .. ربما لأنه لا زال يمتلك النظرة الحادة ذاتها … يحمل المبادئ ذاتها … لم يتغير داخله ولو بقدر أنملة …
أبي ورغم علاقتنا المشروخة هو صاحب مبدأ ، هو رجلٌ يموت من أجل معتقداته ، ولا يتنازل أو يضحي عندما يتعلق الأمر بإيمانياته .. وهذا ما يثير إعجابي الدائم به ..
رغم أنني لا ألتقيه ، ولا أرغب بذلك أبدًا … سوا أنني أحب كوني ولدتُ لأبٍ قويٍ ذو مهابة … يبهرني أنني أنتمي لوالدٍ أصيل لا يقبل المساومة على مبادئه … أبي كان ولا زال شجاعًا جدًا .. صلبًا جدًا … وبالنسبة لي (مخيفًا جدًا) ..
أتذكر جيدًا انعدام الأمان اليومي الذي عشته في حياتي السابقة بسببه … يذهب للعمل فيستريح قلبي ، ثم أسمع صوت “نحنحته” !

تدوينة مقطوعة (سوري!)

اكتب تعليقًا