هذا اليوم هو أحد الأيام الكئيبة والتي تحمل مشاعر سلبية ، لدي مشكلة صغيرة ، أعني مجموعة من المشاكل ولكن ما أقصده هنا على وجه الخصوص هو أنني عندما يمر عليّ يوم سيء فأنا أضخم المسألة وأعتبر الأفكار التي تدور في هذا اليوم هي جزء من هويتي وحقيقتي ، أود أن يكون لدي (سستم) يتقن التعامل مع مثل هذه الأيام ، عندما تبدو ملامح يومي سيئة منذ البداية فأنا أعرف ماذا أفضل بالضبط مثلًا أذهب للمساج في هذه الأيام ، أحرص على المشي في الهواء الطلق ، الخ .. ولكن إحقاقًا للحق ، لدي طريقة بسيطة للتعامل ولكنها ليست مدركة وواعية تمامًا فمثلًا أنا الآن في مقهى حارتي أكتب لكم لأنني أجبرتُ نفسي على الخروج من دوامة أفكاري وخمولي وجئت إلى هنا ، برافو! بالأمس لأنني ارتكبت عددًا من الأخطاء الغذائية التي جعلت يومي الجديد سيئًا
تناولتُ الغداء الساعة الواحدة في مطعم شامي برفقة (الشلة) ثم لاحقًا بعد غروب الشمس تناولنا قليلًا من الحلا والقهوة ، ولأنني (فليتها بزيادة) قررت عدم تناول العشاء رغم شعوري بالجوع ، النتيجة ؟
كان نومي مليء بالكوابيس المزعجة ، استيقظتُ بصعوبة وأنا أشعر بالإعياء والدوار لأن آخر وجبة تناولتها بالأمس كانت الواحدة ظهرًا ، تداركتُ وضعي وسلقت لي بيضتين ، تناولتهما وشعرت بتخمة مزعجة ومريعة لأنني عادةً لا أتناول شيئًا ثقيلًا في الصباح ، وبالطبع نتيجة لهذه التخمة لم أستطع الذهاب للنادي واستمرت معدتي تزعجني لأربع ساعات أخرى ، لم أستطع العمل بكفاءة في الداوم ، عدتُ للمنزل وأنا مرهقة جدًا ومتعبة و (طفشانة) وجلستُ الساعات تلو الأخرى أضيع وقتي على (السوشل ميديا) بدون أهداف وطبعًا تخلل هذا الوقت الكثير من التفكير والـ (زعل) من عدم تحقيقي لأهدافي الحالية و الخ الخ الخ (بوابة ما تخلص!) إلى أن قررت أن أقطع هذه الدوامة وآتي إلى هنا ، وها أنذا
تسيطر علي هذه الفكرة المزعجة والتي تقول أن حياتي متوقفة ، ولا شيء ينجح معي ، يزيد عمري وحياتي متوقفة ، أشعر بالإحباط واليأس وخيبة الأمل
كنتُ أتهم علاقتي السابقة بأنها قد تكون سبب في إلهائي عن أهدافي وسعيي تجاهها ولكن ها أنا اليوم وبعد أربعة أشهر من الانفصال تضيع أيامي بدون خطة واضحة لتأسيس حياتي ، رحل هو وجاءت (الشلة) لذلك المشكلة في داخلي أنا وليست في الآخرين ، لا أدري لماذا من الصعب على سيدة مثلي في عمر الثلاثين أن تجري خلف مصلحتها وأن تحرص على بناء حياتها وأن تضع حياتها ومستقبلها أولوية وأساس قبل كل شيء
أنا مشتتة بطريقة مخيفة ، أشعر أنني أدور حول ذاتي ، أشعر أنني ضائعة وأنني أحاول قليلًا ثم أفشل ثم أيأس ثم أقرر تغيير المسار ، ثم أبدأ في مسار جديد ، ثم أعود فجأة لطريقي الأول ، ثم أعيد نفسي وأعيد المحاولة بنفس الطريقة ولكن بأسلوب مختلف ، وهكذا أحترق كل مرة
تأتي أختي إلى الكوفي ، سأتوقف الآن وحالًا