لا أزال مستمرة هذه الأيام أستيقظ متأخرة بعد الساعة الثانية عشر وأركض مفزوعة إلى الكوفي الذي أعمل به بشكلٍ يومي ، مشاعر التأنيب ترافقني كل يوم ، لماذا لم تنامي مبكرًا ، لماذا لا تستيقظي مبكرًا ، وأنا اليوم فكرت بسؤال وجودي ومنطقي في ذات الوقت ، من الذي فرض وجوب العمل نهارًا ، لماذا عندما تبدأين عملك بعد الثانية ظهرًا تكونين في غاية التوتر والقلق وكأنك خسرتي ساعات العمل المفروضة ؟ من يقرر الأشياء ؟ ربما هناك أشخاص لا يؤدون أفضل إلا بعد الظهر ، ربما تكمن ساعات الإنجاز بالنسبة لهم بعد الثانية عشر ليلًا
ربما حان الوقت لكي تتحرري من هذه الأفكار وتسمحي للقدر أن يسير كيفما يشاء ، الحياة المنضبطة العسكرية تبدو وكأنها عبارة عن برمجات عميقة ومتأصلة في داخلي منذ ولادتي ، لذلك ها أنا أتعرف على الجذور السامة العميقة يومًا بعد يوم وأقوم باقتلاعها ما استطعت
لا بأس أن أخالف الفطرة البشرية و النظام العالمي وأعمل بعد الثانية عشر وأخرج أفضل منجزاتي في هذه الساعات ، أو ربما أن أستقيظ متى ما (شبعت نوم) ثم أذهب للعمل في ساعات الظهر الأخيرة ، أعمل هناك لحين أن تغيب الشمس وربما أكمل العمل لما بعد المغيب ، باستطاعة الإنسان – ومن المباح- أن يعمل بعد غروب الشمس ولا يوجد اقترانٌ سوا في عقلي بين العمل ووجود الشمس
العزيزة نورة ، كوني مرنة وتقبلي تقلباتك الحياتية وتقلبات روتينك ، لم تعودي هذه الأيام تعملين بشكلٍ رسمي وداومٍ يومي ، أنتِ حرة ، تقبلي هذه الحرية و تصرفي بناء على هذا الأساس ، لديك الكثير لتحاربي من أجله ، لديك الكثير لكي تقلقي بشأنه ، وبشكلٍ بديهي هناك الكثير من الأشياء التي تشعري بلومٍ ذاتيٍ تجاهها ، لذلك لا يجب أن تكون أحد هذه الأشياء هي مسألة (متى أنام – متى أصحى – متى أشتغل) ، كوني رقيقة مع نفسك وأكثر حنية ولطافة
أدرك أنا وأنتِ أنكِ في مرحلة من حياتك قطعًا لن تستمر للأبد ، لذلك تقبلي هذه المرحلة بما فيها من متغيرات ، كوني مرتاحة وهانئة البال
تفكرين كثيرًا في أضرار السهر ، وأدرك أن تجاعيد البشرة والشيخوخة المبكرة أحد المخاطر ، ولكنكِ لا تدركين بالمقابل أن القلق والهم والتفكير الزائد يعجل بالشيخوخة أكثر من النوم المتأخر !!! وهذه حقيقة أدركتها للتو !!
على أي حال ، الكتابة هنا نفعتني ورتبت لي همي ، وإن كان تأنيب الضمير الذي يملئوني يحمل الرقم ٧ في قوته فإنه بعد الكتابة الآن أصبح ربما ٤ ، لذلك أنا لا أستهين بالكتابة كجزء من رحلتي الاستشفائية
يلا نكمل شغل !