28-8-2025
في الطائرة عائدة من جدة إلى الرياض ……..
بدأتُ أدرك يومًا بعد يوم قيمتي أكثر وأكثر ، أصبحتْ أستشعر معنى أنني (كثيرة) على الكثير من الرجال ، والنساء أيضًا ، بدأتُ أتقبل هذه الحقيقة وأؤمن بها أيضًا ، يخشاني الكثير من الرجال ، يهابونني ، كما أن الكثير منهم يكتفي بالإعجاب بي من بعيد ، وهناك من يحاول أن يخطوا خطوات ولكن على استحياء ، يختار كثيرٌ من الرجال حولي ألا يبادروا ظننًا منهم أنني سأقابلهم بالرفض ، لذلك زاد إيماني مؤخرًا بضرورة المبادرة من طرفي لتشجيعهم ، فلم يعد في الدنيا رجال (هذه جملة متطرفة بالمرة أعني فيها أنني لا أجد حولي رجالًا بمعنى الكلمة يختارون بكامل رجولتهم أن يبادروا نحو الفتاة التي تعجبهم ولديهم ما يكفي من الشجاعة لتحمل أي رد فعل محتملة من طرف هذه الفتاة) ، في نفس الوقت أدرك تمامًا أنني أتواجد في بيئات لا تتناسب مع هويتي وشخصيتي لذلك لا أجد حولي نساءً ورجال (أكفاء) أشعر أنني في نفس المنزلة معهم وهم كذلك بالمثل ، وبصراحة لا أدري أين أجد هؤلاء الناس ، فمثلًا جميع الأماكن التي أذهب إليها مؤخرًا للمتعة على وجه الخصوص يتواجب بها الناس البسطاء والعاديين ، من النادر الالتقاء بشخص مختلف وفريد مثلي ، على صعيد السيدات من النادر الانسجام مع أي فتاة وتكون علاقة صداقة معها وهذه معلومة أدركتها منذ سنوات ، لا تستطيع السيدات الترحيب وقبول أي سيدة تفوقهن جمالًا ربما أو (كاريزما) أو غيرها ، إلا السيدات المتصالحات مع أنفسهن أو السيدات الذين يتكافئون معي بنفس المنزلة ، لطالما (حبيبتي أنا) حاولتُ التقليل من نفسي ، تمثيل دور الفتاة اللطيفة جدًا ، محاولة مدح الفتاة التي أمامي من أجل ألا تراني أفضل منها بشيء ، ولكن غالب محاولاتي بائت بالفشل ، لذلك اخترتُ لاحقًا أن أتوقف عن التمثيل وأن أكون كما أنا ، ففي كل الأحوال سأكون دائمًا مصدر تهديد لهن ، كما أنني مؤخرًا وبعد سن الثلاثين لم يعد موضوع الصداقة مؤرقًا كما كان سابقًا ، فلدي الكثير من الاهتمامات والشغف والحماس للكثير من الأشياء وأستطيع عيش حياة جميلة ورائعة بدون (صديقات) ، فيما سبق لمن أكن أؤمن بهذه الفكرة ، كان لدي هدف سنوي ورئيسي وهو (امتلاك صديقات) أما الآن لم يعد ذلك هدفي ، لا يزال بابي مفتوحًا للصداقة وأرحب بها ولكن بطريقةٍ تناسبني ولن أضحي بشيء لأجلها وكغيرها من العلاقات ستأخذ أي صداقة في حياتي الكثير من السنوات حتى تُثبت نفسها في حياتي وعالمي .
على صعيد الرجال ، لا يزال قلبي لا يدرك مكانتي و مميزاتي التي تجعلني (كثيرة) على أي رجل ، لذلك لا يزال قلبي يتعلق برجالٍ لا يناسبونني تمامًا ، لا أستطيع حل هذه المعضلة مع قلبي ، لا يزال السيد أ يشغل بالي رغم كثرة عيونه ، لا يناسبني بالمرة ، بل حتى أنه يثير غضبي واشمئزازي في كثيرٍ من الأحيان ، يستمر صراعي بين عقلي وقلبي ، بالتأكيد لا أريد لقلبي أن يفوز (ولن يفوز) تجربتي في علاقتي الأخيرة علمتني أن العلاقة يجب أن تبدأ باختيار صحيح لكي تنتهي نهاية صحيحة ، لا أريد أن أهدر وقتي ومشاعري على شيء يبدو فاشلًا من البداية ، أدركتُ مؤخرًا وبمساعدة (شات جي بي تي) أنني أميل للرجال -المجروحين- أحب لعب دور المرشد في حياة الرجال الذين ألتقيهم ، أحب أن أرى جروحهم وألمسها وأداويها ، أشعر أنها منطقة خاصة ومحضورة و -مغرية- بالنسبة لي ، وبشكلٍ عكسي ينجذب لي الرجال المجروحين ويختارون أن يفتحوا لي هذا الصندوق الأسود في حياتهم ، يخبرني الشات كلامًا مؤلمًا وصريحًا ولكن أتمنى أن أستوعبه يومًا ما ، لم أتعلم في طفولتي كيف أكون طفلة محبوبة دون شروط ، لذلك نشأت على برمجة مفادها أنه يجب علي تقديم (خدمات) لأجل الحصول على الحب ، لم تجرب (نورة الطفلة) أن تكون محبوبة فقط لأنها نورة لا لأي سبب آخر ! لذلك أصبحتُ في علاقتي أحب لعب دور المرشدة أو ربما (الآم) وكأنها خدمة أقدمها للطرف الآخر لضمان قبوله وحبه لي !
هذه معلومة مؤلمة بالمرة ، ولكنها مفيدة و واقعية ، وأريد استيعابها وحلها في داخلي