لا أصدق أن مصدر رعبي الأكبر رحل عن الحياة
لو كنتُ في حياةٍ شديدة الأنانية سأقول (وأخيرًا)
حتى أنني كنتُ أتحدث مع أختي وكانت تتألم عندما تستذكر أنها لطالما تمنت رحيلك ..
أنا لم أكن أتمنى رحيلك يومًا ولكنني تمنيتُ أن تعيش سعيدًا بعيدًا عني ..
لطالما كنتُ متمسكةً بأملٍ هزيل (ربما لوحدي) أنك ستقرر يومًا ما أن تعيش ..
حلمتُ كثيرًا لأجلك ، (يارب يحب وحدة) أدرك أن الحب بإمكانه أن يصنع المعجزات ، أن يلين قلوبنا ويجعلنا نرى الحياة بشكلٍ هادئٍ أكثر ..
لكن ذلك لم يحصل ..
دار حديثٌ بيني وبين بعض صديقاتي بالأمس عن أكثر رؤيا مرعبة نراها في منامنا دائمًا ، جوابي كان أنت .. هل تصدق ؟ تزورني كوابيسٌ دائمًا (ومنذ أن خُلقت) بطلها هو أنت .. أستيقظ باكيةً ومفجوعة .. أطمئن نفسي أنكَ لستَ هنا .. وأنني بأمان ..
اه على سيرة الأمان ! هل تصدق أنني أحلم يومًا أن أسمي ابنتي (أمان) لأنه الشعور الذي لطالما أفقدتي إياه ..
يبدو وبشكلٍ منطقي أن رحيلك هو إعلانٌ أبديٌّ للسلام في عائلتي …
لم يعد يخيفني شيء .. ولم يعد هناك اعتبارٌ لأفكاري التي لا تتوقف عن احتمالية عودتك المفاجأة لمنزلنا في أي لحظة ..
في كلٍ مرةٍ تعود إلينا أضع يدي على قلبي المرتجف … أتسائل (ياربي) من سيموت من بينهم !
هل ستنجو ماما هذه المرة ؟
رغم ذلك أنا لستُ سعيدةً برحيلك .. هل تصدقني …

لا أحب النهايات الحزينة ، ولا أقبلها …
لم تأخذ من الدنيا سوا ألمها .. لم تحظَ يومًا بشيء .. جارت عليك الحياة .. الألم الذي أذقتنا إياه هو نقطةٌ من اللهيب الذي يحرق روحك كل يوم .. أدرك ذلك تمامًا .. هل أستطيع القول أن حظك الوحيد أنك رحلت ؟ لمكانٍ أكثر رحمةً من هذه الدنيا ؟

هل تراني ؟
هل تقرأ ما أكتبه عنك ؟
هل رأيت انكسار والدي و أمي برحيلك ؟
هل صدقت الآن بأنك عزيزٌ على قلوبنا ؟
لم تكن تستطيع رؤيةً هذا الحب في حياتك ، ربما تستطيع الآن أن تراه ..
لا يزال رحيلك حلمٌ لم أستطع تصديقه ، أو ربما لا أريد ذلك …

اكتب تعليقًا