ما فَوق النِســاء

إنهن نسوة ، ولكنهن فوق النساء ..
امرأة جُبلت على الصدق دائماً .. وفي عالم النسوة أو الحياة عموماً لا بد أن تجد على الأقل موضعاً واحداً يجبركَ على الكذب ..
وإن كنتَ صالحاً .. فستكذب كذبة بيضاء أو صغيرة ..
بـاستثناءهـا .. أحياناً تجدها تتمنى أن تقدر على الكذب في أمر بالغ في السرية أو الاحراج ولكنها لا تستطيع .. !
إذن ، الأمر ليس باستطاعتها / لـأنها خلقت هكذا بلا كذب ..
أمـا إن حصل و خالفت فطرتها وكذبت كذبة بيضاء لامعة ، فستجد أن وجهها ينقلب ألواناً كثيرة ، بنظرات متشتتة ..
وكأنها تشعر بأن العَالم برمته يراقبها لحظة كذبتها ، وقد فضحوا تلك الكذبة .. !

بالمناسبة !

هي امرأة لا تجيد – اللكاعة – و – تحت لـ تحت – !
وفي قاموس الحقائق ، ستجد أن كلمة – اللكاعة – و -النساء – كلمتان مترادفان بالمعنى ..
أما إذا حصل ووجدت امرأة ليست هكذا ، فاعلم أنها تندرج تحت الصنف الذي تقرأه الآن ..

إذن ، هـي امرأة كـصفحة الماء ، الذي ما إن تراه إلا ورائحة الجنة تـلوح في خيالك ..

ستتذكر الجنة دائماً عندما تراها ،
أو ربما ستتذكر مكاناً آخراً ، لكنه ليس على وجه الأرض ..

القناعة ، والرضى بالقليل !
تتقلد بتلك السمتين ، بشكل ربما يثير غضبك أحياناً ..
لأنها ترضـى بشيء قليل ،
لأنها يا سادة تستحق أكثر مما ترضى به ! ..
لأنها يا سادة تستحق أكثر مما ترضى به ! ..

ولكنها قليلها هذا ، هـو كنز قارون بالنسبة لهَا !
ولن تقبل من نفسها أو غيرهـا بزيادة ذلك الكنز ،
هو كنزها ، وهي راضية به ..

احذر !
إنها لن تسامحكَ إن أخطأت في حقها يوماً ..
لأنها لن تغضب عليك إن أخطأت في حقها يوماً ..

صدقني ،
اسرقها ، ثم اطلبها مالاً / ثم أخبرني ماذا فعلت معك ..
ولكن إن أتيت لتخبرني ، تذكر أن تحضر لي بعضاً من المال الذي أعطتك ..

تكمن الدهـشة في تلك الـمرأة .. أنها – ورغم عظمتها – .. سوف لن تجد
أحداً يقتدي بها ! – لذلك يندر جداً جداً وجودهـا في العالم لأنها لا تتكاثر بطبيعة حالها –
هـي تبهركَ بأخلاقها وتضحياتها وشفافيتها
ولكنهَا – باختصار – .. سمات لا تتوافق مع عصرنا هذا ..

صراحتها عَن ذاتها قاتلة ، ونحن في زمن سوف لن تتسلق الجبل .. إلا وكتابكَ داخل الحقيبة مغلق !
ولن تأخذ حقك ، إلا إذا لم تسامح ..
ولن تتفوق ، إلا إذا عملت – حركات لكاعة – ..
وهكذا ،

وبعد قيل وقال ، وسؤال ، ومقارنات ، وأبحـاث على ورق عقـلي ..
تبين لي أنها ليست امرأة ..
ليست امرأة ..

هـي شيء لا أعرفه ، سوا أنني أشعر أنها معجزة نسائية لامعة / لن تتكرر !

أتُراني أصف – أمي – الآن .. ؟

5 تعليقات

  1. “تكمن الدهـشة في تلك الـمرأة .. أنها – ورغم عظمتها – .. سوف لن تجد
    أحداً يقتدي بها ! – لذلك يندر جداً جداً وجودهـا في العالم لأنها لا تتكاثر بطبيعة حالها –
    هـي تبهركَ بأخلاقها وتضحياتها وشفافيتها
    ولكنهَا – باختصار – .. سمات لا تتوافق مع عصرنا هذا ..”

    أعتقد انها معطاءه لكل شي إنهّا سر صلابة من حولها ومصدر أملهم ونظرتهم الايجابية في عصر محبط .

    حفظ الله لك أمّك أختي الكريمة

    تقبّلي مروري

    اخوك عيسى ابراهيم

    1. أفاتار Noura almngzh كتب:

      ربُما صلابة ، وربمـا انيهار أحياناً !
      طُهرها في زمن الوحشية .. يثير الألم

      آمين / وأنتَ كذلك

      سعيدة بمروركِ

  2. أفاتار Asma Asma كتب:

    دائماً يرددون : ” الـأم معطاءة ، رحيمـة ، تجلب الـأمل ، تأتي بـ السعآدة … ” الخ !
    موقنةٌ تلك الصفآت في الأم جيداً •
    لكن يؤلمني و يستحوذ على تفكيـري داخل الأم – مالم تظهره لنا –
    ” همهآ ، خوفها ، قلقها ، بـ اختصار كل ما يعكّر صفوهـا ”
    تحت رداء الكتمان دوماّ يكون ، وإن آطّلعنا كان على جزء يسير منه تحت تبريرآت منها أنه – لـا شيء مهم –
    ما ذا لو أبتعنا كـ رداء كتمانها نُسدلهُ على بعض تفاهاتٍ تؤلم – العظيمة – !
    بحكـم عصبيتي / مزآجي المتقلب ، كثيراً ما أصرخ ، أتذمّر ، وكما يقولون ” أبني من الحبّة قُبّة ”
    لحظآت : يتلآشى كل شيء في داخلي ، و يبقى في داخل أُمي : (
    يعترينـا الحُمق دوماً !

    1. أفاتار Noura almngzh كتب:


      لو لم تكن بالجوار ، لتسممنا بشراب الألم الحـارق
      الذي تقدمه لنا الحياة باستمرار ..
      إنها كـ شفاء ، لكل سموم الألم

      أليست تلكَ نعمة عندمـا تخفي الكثير من ألمهَـا الكبير
      إنها بعظيم فعلهـا تجلب الخجل إلى قلبي حينما أبكي من وجع رأسـي / أو ساعة افتقدتها ، أو حذاء جديد قد تلف لتوه!

      رغم ذلك – وكما قلتِ – .. نحن حمقـى لا نتعـظ

      أختي الكَبيرة / حُييتِ ❤

  3. أفاتار meme meme كتب:

    احذر !
    إنها لن تسامحكَ إن أخطأت في حقها يوماً ..
    لأنها لن تغضب عليك إن أخطأت في حقها يوماً ..

    نص رائع .. رائع ؛
    لا تصفه الكلمات ؛
    شكراً المنجزه !

اترك رداً على عيسى ابراهيم إلغاء الرد