التحضيرية إلى “غير” لـقاء ..

سمعتُ حائط قاعتي يئن … لأننا سنفترق  ، بكى حائط قاعتي على فراقي ، أكثر مما بكى أصحاب تلك القاعة .. هل بكوا أصلاً ؟  =q

بذلك ، نقول للتحضيرية المتعجرفة … قد وصلنا للنهاية ..
في مساري ، أبدعت جامعتنا و”أجبرتنا” على دراسة مادة الرياضيات في حين أنها أغلقت عنا التخصصات العلمية أو التي لها أي صلة بالرياضيات .. أرأيتم أبهر من هكذا إبداع ؟

..

التحضيرية التي تم إعداد مناهجها بعناية ، التحضيرية الشاملة لأهم العلوم ، لم تحوي ولا مادة دينية واحدة !
من هذا المنطلق أرفع قبعتي للسادة أصحاب القرار
 
إنها السنة الأولى لي فالجامعة وها أنا ذا أنهيتها ، إنه ليس شيئاً يدعو للمجاهرة 
ولكنني حزينة القلب لأنني أكبر وإنجازاتي لم تكبر معي 😦
إذا أردت أن تغضبني فذكرتي أنني أصبحت في السنة الثانية في الجامعة هذا الخبر كافٍ لزرع قرني شيطان في رأسي 
 
وشيطان آخر في داخلي يشبه الملاك أخبرني ألا أكتب تدوينة لأجل شيء كهذا
 
“إن لم أثرثر في مدونتي حبيبتي ، فأين أثرثر “
سكت الشيطان وغادر
 
اليوم الأخير كان يوماً أخيراً كأي يوم أخير … باستثناء الحالة المعوقة التي أصابتنا ، حينما يحتضن أحدنا الآخر مودعاً و بدلاً من نطق كلمات الوداع .. كنا نقول لبعضنا من دون شعور : كيفك ، وش أخبارك !
أحد ما ينافس القذافي هنا :|أول أمرين تعلمتهما في الجامعة ، كانا أهم شيئين في حياتي .. لا أدري كيف أنني للتو فقط علمتهما :
.
_ كنتُ في مدرستي الفتاة النشيطة التي يعانق اسمها عشرات الصفات المميزة .. وقد عُرفت بذلك حتى أنني مللتُ من ذلك أيضاً .. مدرستي الصغيرة ، التي لا تتعدى طالباتها 300 طالبة ربما .. كنتُ أعرف نفسي جيداً كما يعرفني الجميع كذلك ..
لا أزال أفكر ، هل نبت في ظهري أي جناح طاووسي آنذاك ؟ أرجو ألا يكون كذلك لأنه لو حصل ونبت جناح ما في ظهري فصدمة كبيرة كانت ستعترضني في الجامعة .. والتي من أجلها زال ذلك الجناح – إن كان موجوداً –
الجامعة أخبرتني أن المبدعين كثيرون حتى لأنني لم أستطيع عدهم ، مبدعون ومنجزون .. أخبرتني أفعالهم أن الحياة سباق ملتهب كما أن المتسابق الأول ليس مجبراً على إيقاف الجري وخسارة  المراكز الأولى في المسابقة لأجل مساعدة أي شخص التوى كاحله فجأة فسقط كما يحصل في الأفلام دائماً !
هذه الحقيقة المؤلمة هي التي حركت الدماء التي في داخلي ..
نعم ، لقد بدأت ألعب في هذا السباق المشتعل المكتظ بالمبهرين  … بعد أن كنتُ أتسابق لوحدي .. وكنتُ الفائزة الأولى والأخيرة في آن واحد .. شكراً للذي جعلني أعيد حساباتي .. بدأت أمرن ساقاي جيداً هذه الأيام ،
ولم يتبقى إلا أن أرفع كأس البطولة في المستقبل .
.
_أعيش في بيتنا .. الذي يتكون من أمٍ وأبٍ وإخوة .. وأنا .. يبدو الجو لطيفاً ، عائلياً عادياً ، الأمر ذاته في كل عائلة أعرفها .. أهـلي ، والأصدقاء .. والذين أعرفهم ..
إنه الأمر الآخر .. الذي تعلمته في الجامعة .. والذي من أجله وقعتُ في – الكثير – من المحادثات المحرجة
دخلنا تموينات الجامعة اقترحتُ على صديقاتي أن تشتري كل فتاة لأمها هدية – شوكليت – .. رجوتهم أن ينتقوا الحلوى المفضلة لدى أمهاتهن .. إلا واحدة .. رفضت ، فرجوتها بلغة طفولية فرفضت ، فأعدت رجائي فرفضت ،  وبحكم أنني مذهلة لحد البكاء بدأت أعطيها من نصائحي .. ” أمك راح تفرح ، خليها تنبسط ولو كان شوكليت راح تطير فيه ..الخ ” .. فرفضت مجدداً ..
المفترض على أي شخص يجيد الذكاء أن (يفهمها واهي طايرة) .. لستُ لم أفهمها فحسب بل إنني أصررتُ على أن أجعلها تشتري لأمها الهدية .. إنه العناد ، الذي يقتلني دائماً .. 😦
لم أستيقظ من اللحظة المعوجة التي كنتُ فيها إلا عندما ضربت كتفي الصديقة الأخرى .. بحركة مفادهـا “خلاص اسكتي” ..
أخبرتني الصديقة الأخرى .. أنها ، وأمها لا يعيشان سوية في بيت واحد .. هذا أحد المواقف التي تعرضتُ لها .. والتي من أجلها تمنيتُ لو أنهم اخترعـوا تربة متنقلة عى هيئة مكعبة .. نخفي بها حُمرة وجوهنا عندما نقوم بفعل كهذا ..
أرجو من صديقتي ، أن تسامحني لو قرأت هذه التدوينة .. أنا بعدد كل حرف هنا أعتذر لكِ ..
.
يبدو الأمر الآخر التي تعلمته قد أصبح واضحاً الآن .. لقد علمتُ أن ” للناس ظروفها ” .. وحياة أخرى لا يلزم أنها كالحياة التي أعيشها أنا .. للنـاس أحوال ، وأسرار ، وحكايا … تختلف عني كثيراً ..
من هذا المنبر .. أعتذر لكل الذين وضعتهم في موقف ليس لائقاً لكلينا  .. لم أكن لأفهم الحياة كما يجب ..
ولا أزال أحاول جاهدة فهمها ..
وعلى ذكرى الجامعة ، فإن قراءتي المتشعبة في سير الناجحين الذين تركوا الجامعة بدأت تتلبسني بشكل جنوني ، خصوصاً أن أهدافي الحياتية لا تمت للتخصصات المتاحة لي بصلة – البتة –
هل يجب علي أن أتوقف إلى هذا الحد وأذهب لافتتاح مقهى نسائي أديره بنفسي وبالحماس والإبداع ؟
فكرة ترك الجامعة أخذت جولة مطولة في رأسي لحين أن توصلت لفكرة أخرى مستقبلية  
“الجامعة العربية الإبداعية” ، هي جامعة لها قوانين ثابتة 
– لا يوجد حد للغياب
– لا يوجد درجات 
– لا يوجد محاضرات إلزامية
– لا يوجد قاعات دراسية 
– لا يعتبر الطالب متخرج من الجامعة إلا إذا قدم مشروع تخرج إبداعي في التخصص الذي يدرسه
– الهيكل الإداري برمته من الطلاب المنضمين للجامعة وذلك يكون عبر انتخابات دورية
– يحق للطالب اختيار المناهج والمواد التي يرغب بدراستها وستقوم الجامعة بتجهيرها له حتى لو لم يتم تدريس هذه المادة في أي جامعة في العالم
– لا يحق للإدارة التدخل في طلابها باستثناء القوانين المدونة إعلاه
ربتت على كتفي تنهيدة ، قالت لي : نامي ، يوجد جامعة كهذه فالمنام
 
بالعموم سأبدأ الدراسة ، إن أغوتني الجامعة بمفاتنها فسأكمل للنهاية 

أوقن أن جامعتني بدأت تتبرج من هذه اللحظة لاستقبالي في العام القادم =q

هنا ، ثرثرتُ قليلاً عن أحداث حصلت في التحضيرية .. لمن يحب أن يقرأني :
http://www.cksu.com/vb/showthread.php?t=318360

3 تعليقات

  1. أفاتار توته ~آل مسلمة توته ~آل مسلمة كتب:

    جميل جدا
    احزتني قصه تلك الفتاة التي لاتعيش مع امها
    ضننت ان امها متوفاه لآنها رفضت :”””
    جميله خاطرتك

    1. أفاتار Noura almngzh كتب:

      الحمد لله أن أمها لا تزال على قيد الحياة
      وإلا فـ ( المصيبة أعظم ) =””””
      شكراً لمروركِ .. 🙂

  2. أفاتار لست أنـا لست أنـا كتب:

    وكأننا ندرس لهم وكأننا نملئ الفراغ لسمعتهم ..
    حقاً الأمر مؤلم ..
    أحب أن أقرأ لكِ فشكراً لك لأنني لا أحب القراءة وأدعوا أن أقع في عشقها ..
    ( كنت أقرأ قصة الفتاة وفي كل مرة تقولين فيها أحاول كنت أود أن تستمر المحاولات بصدق لم أتوقع شيئاً )
    ربما هذا دليل بسيط على أن أحرفك جردتني من كل شيء لتجعلني فقط أقرأ =]

اترك رداً على almngzh إلغاء الرد