قرائتي في آخر 5 كتب مثيرة ..

 

7- السمـــــاء تتهــــــاوى

سيدني شلدون

400 ورقة ضمت – رواية السماء تتهاوى –  ، العجيب فيها أن اسم الكاتب الموجود في الغلاف الأمامي أكبر من عنوان الرواية ، يبدو أنه من نوعية أولئك الكتاب العالميين الذين تقتني الكتاب بمجرد رؤيتك لاسمه مع عدم الاكتراث لعنوان الرواية أو أي شيء آخر .. الغلاف حقيقة لم يحز على إعجابي البتة ولم أجد علاقة تربط عنوان الرواية بمحتواها ..

على أين ، الكاتب صاحب رواية ( الجانب الآخر لمنتصف الليل – سبق تطرقت لهذه الرواية في تدوينة سابقة- ) يعود لنا من جديد برواية بوليسية اجتماعية .. غلب عليها جانب الإثارة والتشويق ..
الرواية لا تحمل فكرة جديدة .. وستعلم ذلك بمجرد اطلاعك على الغلاف الخلفي للكتاب ..
” الساحر المثير جاري وينثروب كان على وشك أن يصبح النجم الجديد لمجلس الشيوخ الأمريكي وجد مقتولاً في منزله ، وتعد وفاة جاري وينثروب آخر سلسلة الحوادث التي تعرض لها خمسة أفراد من عائلته وأودت بحياتهم خلال عام واحد “

من هنا تبدأ دانا إيفانس -مذيعة الأخبار الشهيرة-  بالتحقيق في هذه القضية ؛ وذلك للبحث عن القاتل المتسلسل لهذه العائلة الملكية ..
احتوت الرواية  مجموعة كبيرة من الأسماء .. غالبيتهم من الذين تقابلهم دانا إيفانس في رحلاتها الخاصة بالبحث عن الجاني .. حقيقة وجدت صعوبة في حفظ الأسماء حتى أنني أحياناً أضطر للرجوع إلى الصفحات الأولى للتأكد من استيعابي لجميع الأسماء ، وهو ذاته ما حصل في روايتي الأولى له ( الجانب الآخر ) ..

 الأسماء كانت كثيرة .. ولا أدري هل هي عادة كتابية مزعجة ، أم أن المشكلة في رأسي ؟

 

 

8- كيف أصبحوا عظماء 

 د.سعد سعود الكريباني

200 صفحة حواها هذا الكتاب الذي طبع منه حتى الآن عشر نسخ !
الكتاب رائع وملهم ويبث فيك الحماسة للإنجاز و الرغبة بالصعود والنهوض والعمل بلا كلل أو ملل ، بلا خمول
بكل التحديات ، بالتفكير في الموجود لا المفقود .. لحتوائه على أكثر من مئة شخصية  ناجحة ومنجزة
سواء كانت راحلة أم موجودة لوقتنا الحالي .. يمتاز الكتاب بأنه لا يركز على شخص واحد فقط ويطيل السرد فيه بل إنك نجد أن صفحة واحدة
حوت ثلاث قصص عن ثلاث شخصيات .. الأهم والأبرز ومفرق الطريق  في تاريخ هذه الشخصية ..
سوا أن الكاتب تعمق قليلاً في ذكر المسيرة الحياتية لأديسون مخترع الكهرباء ..
كما أن لغة الكتاب بسيطة جداً جداً .. وتناسب كافة الأعمار ، وأعتقد أنه من الجميل جداً أن تجعل طفلك المراهق يقرأه .. إنه كتاب مذهل !
برأيي أن هذا الكتاب من نوعية الكتب المحفزة وهي التي تضعها على مكان بارز في الغرفة لمراجعتها دائماً .. فكتاب كهذا لا يجب أن يوضع مع الكتب  التي سبق قرائتها ..

 كتاب مجدد للروح ، والطموح ، ومحفز دائماً

 

 

9- بيكاسو وستار بكس 

 ياسر حارب

 

كتاب حصل على ضجة إعلامية كبيرة جداً
كان تساؤلي الأول عن العلاقة التي تجمع بين بيكاسو وستار بكس  ؟
الجواب من وجهة نظر الكاتب هـي أن رسومات بيكاسو وثقافة عملاء ستار بكس كلاهما تميزا بالفوضوية
كما أن الرسومات الجدارية في  مقاهـي ستار بكس تبدو وكأنها من أعمال بيكاسو ، بحكم أنها مبهمة ومملة في كثير من الأحيان
لم تقنعني تلك العلاقة ، ولا أجد رابطاً قوياً لدرجة تخصيص الاسمين عنواناً للكتاب ..
الكتاب احتوى على عدة موضوعات مميزة للغاية .. وفريدة أيضاً ..
كحديثه عن ( الدائرة ) و ( ماذا لو نسينا تواريخ ميلادنا ).. تحدث أيضاً عن العلاقة اللطيفة التي تجمعنا بأشخاص غرباء في المصعد !
كما تحدث عن شركة غـوغل ، وأنها تهتم بموظيفها بمثل اهتمامها بمنتجاتهـا
وشفى غليلي كثيراً جداً عندما تحدث عن ( البلاك بيريين ) ..
يتحدث الكتاب عن نفسه بشكل مريح جداً ، إذ أنه يذم صفة معينة وينسبها لنفسه ببساطة ، إذ أوحى لنا بأسلوبه
أنه هـو الآخر محتاج لإصلاح نفسه وتهذيبها .. لم يتميز أسلوب الكتاب بشيء البتة
طريقته في الكتابة طريقة مقالية بحتة ، تثير الممل أحياناً..
أبزر ما أحببته في الكتاب :
” شيئان يصعب تعريفهما اللحن والرائحة ، جرب مثلاً أن تبحث عن موسيقى سمعتها ، ولكنك لا تعرف اسمها أو اسم ملحنها ، ماذا ستقول للبائع ،

وحاول أن تطلب أن تطلب من بائع العطور أن يعطيك عطراً شممته مرة ، ولكنك لا تعرف اسمه أو شكله ، كيف ستشرح له ذلك؟ “
” الحب هو القسوة يا صديقي هـو القسوة ”
” اليائس هو الشخص الذي يطفيء المصباح ثم يشكو إضاعته للطريق “
” لو نسينا تاريخ ميلادنا فسيزيد إيماننا ، لأننا عندها لن نربط الموت بتقدم العمر ، وسنكون مستعدين له في أي وقت ، لو نسينا تاريخ ميلادنا فلن

تكون هناك سن معينة للتقاعد ، وسيظل المبدع يقدم ما بوسعه كل يوم ، لو نسينا تاريخ ميلادنا فسينتهي التنجيم ، لو نسينا تاريخ ميلادنا سيقل

الطلب على مساحيق التجميل وستفقد عمليات التجميل شيئاً من لمعانها “

لم أحبذ تركيز الكاتب على الفلسفة المتعمقة في الكثير من جوانب الكتاب ، والتي اقرأهـا على مضض أو أغمض عيني عنها
ذلك لأنه يتحدث عن الفلسفة أحياناً بطريقة مريبة .. خذ مثالاً :
” عندما ترى شخصاً ما يقوم بفعل سيء ، في عرفك فلا تحكم عليه بأنه إنسان سيء ، فقلد قال الفلاسفة ، بعد ألفي عام من النقاش ، إن جوهر

الشيء لا ينتمي إلى الشيء ذاته ، فقد تكون الظروف ، وليست نفسه الشريرة ، هي التي دفعت فقيراً إلى السرقة ، لقد توصل الفلاسفة إلى أن

جوهر الشيء مرتبط بعالم الفكر والروح ، لا عالم المادة ، لذلك كان التصالح مع الروح هـو أول خطوات الحضارة “
من هنا آمل من الأستاذ ياسر أن يعفو عن قاتل ابنه لأن الظروف النفسية للقاتل هي التي جعلته يقدم على تلك الجريمة ، وليست روحه الشريرة
كما أرجو منه أن يهرب الأشرار من السجون ، وفقاً لمبدأ – الروح ليست شريرة –
أي عقل وأي منطق هذا !! ..
وغيرها من النصوص الفلسفية والتي لا أظن أنها تحمل فكراً متوجهاً .. لا أدري كيف يكون ذلك ولكنها فلسفات ليست سليمة بطريقة ما ! 

ولكن يبقى سؤال واحد مهم : هل الكتاب – عموماً – يستحق الـ 20 طبعة إلى الآن ؟
الجواب : لا
لنعرف بذلك أثر التسويق و – الموضة ربما – على المجتمع ، أعرف الكثيرين لا يحبذوا قراءة
الكتب ولكنهم اقتوا هذا الكتاب لشهرته ليس إلا ..
لذا أظن أن مسألة الـ 20 طبعة هذه ، مسألة توفيق من الله لا أكثر ولا أقل ..

 

 

10- أشيائي

علي محمد أبو الحسن ، عبد الرحمن محمد القرشي


لأن أحد المغفلين الذين يقتنون الكتاب لبهرجته وتصميمه الفاتن كان أنا .. فإنني أنهيتُ الكتاب الصغير المبهرج بإيمان مضاعف للمقولة الشهيرة
” الجوهر لا المظهر ” ..
صدقاً هـو كتاب بتصميم فخم لطيف وأنيق .. يضم 60 صفحة تقريباً .. مترجم للغتين ” وهي طريقة ذكية استخدمها الكاتبان لزيادة محتوى هذا الكتاب الفارغ ” ..
يتحدث الكتاب عن تحويل الأشياء إلى آختراعات .. يتحدث عن الآبتكار بشكل عام .. في كل صفحة قصة قصيرة جداً لأحد المخترعين
الذين حولوا الأشياء البالية إلى أشياء مفيدة في تاريخ البشرية
كاختراع ساعة يد تنبه صاحبها عند إصابته بمرض الملاريا … ملابس نوم تراقب النبضات بشكل دائم … أحمد النعيمي عندما اخترع حذاء
خاصاً للمكفوفين مزوداً بحساس يصدر صوتاً بمجرد اقتراب الشخص من جسم عارض في الأرض … وغيرها من الاختراعات ” المعروفة مسبقاً “

في الكتاب مقولة عجيبة لم أفهمها يستهل بها كل جزئية .. يقول ” حـاول ألا تحاول فأنت بين خيارين إماً مزيداً من الاقتناء وإما مزيداً من

الاستغناء “

غفرتُ للكاتبان لأجل معلومتين رائعتين جداً .. ” رغم أنهما ليستا حكراً على هذا الكتاب “

الأولى تحكي عن أكبر مركز في العالم للأغراض الضائعة في طوكيو إذ أنه حوى ما يقارب 800 ألف قطعة من الأغراض المختلفة
ويحمل كل غرض ملصقة تبين وقت ومكان الحصول عليه واسم الشخص الذي أحضر الغرض .. جميل جداً 🙂

الثانية تحكي عن العبقري نيوتن ..

 

“كان بعض من يخالطون عبقري قانون الجاذبية إسحاق نيوتن يتهمونه بالبخل والشح وكانوا يستدلون على ذلك من خلال بدلته وبنطاله وحذائه لأنهم

يرونها بعدسة ( الفعل المتكرر ) بينما هو يراها بعدسة ( الفعل المبتكر ) فعاتبوه كثيراً في أنه لا يرى إلا بها فيسألونه : إليس عندك غيرها ؟
فكان أن دعاهم لمنزله ذات مرة واصطحبهم إلى خزانة ثيابه وطلب من أحدهم أن يفتحها ، فرأوا البدلة ذاتها مكررة خمس أو ست بدلات !
فازداد تعجبهم وأضافوا إليه تهمة ثالثة مع تهمة الشح والبخل وهي تهمة الجنون ولا عجب في أنه أحد العباقرة إنه نيوتن أحد أولئك الذين أثبتوا أن

الجنون مذهب الفنون ، فقال لهم موضحاً : ( عبقرية الأشياء ) التالي :
“طاقة عقلي أثمن من أن أضيعها في اختيار ألوان أي بدلة ألبس هذا المساء”

لم أدرك إلا الآن أنني ونيوتن نتشابه حتى في شيء صغير كهذا … “

https://almngzh.wordpress.com/2012/03/11/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b0%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%ac%d8%af%d8%af%d8%a7%d9%8b/#more-553

 

من هنا قررتُ جدياً .. توحيد ردائي في الجامعة =q

 

 

11- ستيف جوبز 

 والتر إيزاكسون

آه ، 600 صفحة جعلت قلبي ينبض حماساً للقمة .. نعم هذا هو الكتاب الذي أيقظ الوقح الذي بداخلي ..

وأجابني على كل الأسئلة التي كانت تدور في رأسي :

– مدى تأثر ستيف جوبز بحقيقة تبنيه  ، مدى تقبله لوالده الحقيقي ؟
– موقف ستيف جوبز من الثورات السورية كون دمائه تنتمي لذلك المكان ؟
– لماذا لم تحوي منتجات أبل على برنامج أدوبي فلاش ؟
– لماذا لا تستطيع فتح البطارية الداخلية لأجهزة أبل ؟
– كيف كانت طبيعة العلاقة بين ستيف جوبز وبيل جيتس ؟
– لماذا سميت الشركة بهذا الاسم ؟
– لماذا مرض ستيف ؟
– وغـيرها ..

كنت أرجو أن يظهر جوبز أي رأي له بالإسلام .. أكثر الأشياء التي كانت مخيبة بالنسبة لي هو عدم تطرق
سيرته الذاتية للدين الإسلامي .. بل كان على النقيض تماماً .. كان مهتماُ بالبوذية ومبادئها – فلسفة الزن – تحديداً
وما تدعو إليه من التأمل والبساطة وهذا ما ظهر فعلياً في جميع منتجات أبل ..
كنت أنوي ألا أقتبس شيئاً لستيف لأنني سأنتهي باقتباس غالبية الصفحات
ولكنه قال في نهاية الكتاب كلمة مؤثرة جداً جداً ” أنا أؤمن بالله وإن كان إيماني ليس قوياً للغاية فطالما شعرت بأن هناك ما هو أكثر
مما تراه أعيننا ” .. يقول الكاتب ” وقد اعترف بأن مواجهته للموت جعلته يرغب في أن يؤمن بأن ثمة حياة بعد الموت فيقول ستيف ” أود أن

أتخيل أن شيئاً ما يتبقى منك بعد أن تموت ، فمن الغريب حقاً أن تفكر أنك بعد أن تكدس كل هذه الخبرة وربما بعض الحكمة يتلاشى كل هذا ، لذا

أود أن أؤمن بأن شيئاً ما يبقى ، وأنه ربما يستمر وعيك ويدوم “
لأجل ذلك تمنيتُ أن لو كان مسلماً

الكتاب احتوى على صفحات مثيرة للملل لأن الكاتب عرض كل ما يخص أبل من البداية للنهاية ، حيث تعمق في مجال الموسيقى
وتعمق في مجال صناعة أفلام الكرتون ، تعمق في سرد الخلافات بين أبل والشركات الأخرى .. لم يتعمق بشكل كبير في حياة أبل الاجتماعية
ربما لأنها لا تستحق الذكر حقاً بحكم أن غالبية حياته كانت في أورقة شركته ، وفي ساحة العمل حتى لأنه صرح لمؤلف الكتاب عن ذعره فيما

يخص هذا المشروع ” يقصد كتاب سيرته الذاتية ” .. حيث يقول ستيف ” أردت لأطفالي أن يعرفوني ، فلم أكن متواجداً دائماً معهم وأردت أن

يعرفوا السبب في ذلك ويتفهموا ماذا فعلت ، وعندما مرضت كذلك ، أدركت أن أناساً آخرين سيكتبون عني إذا مت ، وأنهم لن يعرفوا أي شيء ،

فلن يتفهموا شيئاً ، لذا أردت أن أتأكد أن ثمة شخص سمع ما أريد قوله “

 

 

أنهيتُ الكتاب وأنا أشعر بأن روحي تحلق عـالياً

 هذا الكتاب غير أشياءاً كثيرة في داخلي ..

 

2 تعليقات

اترك رداً على مستشآرتكِ 3> إلغاء الرد