دعوني أكتب هذه المرة عن أكثر المواضيع التي تشغل ذهني منذ الشهور الأخيرة ..
وحدانية الهدف ..
وقبل أن أتحدث فالفضل بكتابة هذه التدوينة يعود بعد الله لأختي مستشارة التنمية البشرية : سمية الناصر .
والتي بسببهـا أصبحتُ أكثر وعياً بشأن هدفي الأساسي في هذه الحياة .
بدأت الحكاية حينما أحببتُ الرسم الرقمي
بالطريقة نفسها التي أحببتُ بها المايونيز ومشروب الأفوكادوا .. وعلمتُ بديهياً أن مستقبلي لن يخرج عن دائرة التصميم الرقمي أياً كان نوعه .
واستمرت نون ترسم وتصمم، وتخطو بداية خطواتها نحو هذا الحلم .. كان ذلك في بداية الثانوية
على جانب آخر أجد الأفكار المجنونة تنسكب عليّ بدون دعوة مني لها كلما تطرق أحد ما بالحديث عن مشروع تجاري سيكون له نجاح عالمي .
الأفكار العظيمة التي تحدث داخلي تشلني عن الحركة ، وكأنها تجبرني على تطبيقها
يتأكد ذلك الشلل الفكري كلما هاتفتُ تاجرة لها باع طويل في هذه المهنة ، فتحكي لي ما تحكي من نعم ونقم في هذه المهنة ، ولكنني أخرج كل حديثها من رأسي ولا أبقي في ذهني إلا الأرباح التي تحصل عليها كتاجرة !!
كانت تتحدث عن أرقام مهولة ناتجة عن منتجات صينية تبتاعها بقيمة زهيدة لتبيعها بأغلى الأثمان … عالم مُغري !
ألتقيتُ يوماً بفتاة شابة تعمل كمعلمة للمرحلة الإبتدائية في أحد المدارس الأهلية
كنتُ وقتها على مشارف إنهاء الثانوية ، وحينما حدثتنا عن مهنتها رمت علي بقنبلة سعيدة : يُسمح لخريجات مدارس تحفيظ القرآن البدء بتدريس الصفوف الأولية دون اشتراط حصولهن على شهادة البكالوريوس !
واو ! ..
كنتُ آنذاك أحب فكرة أن أكبر سريعاً ، لذا كانت أحد الأفكار التي تطرق باب رأسي تنتظر دورها في التجربة … ( معلمة وعمري ١٧ + أحصل خبرة وأنا صغيرة + عالم جديد و مشوق )
ينتابني شعور أن لدي مستقبل ككاتبة ، يتضخم هذا الشعور كلما أهطلت سماء خيالي مواقف وقصص وأفكار سيكون من المبهر أن يقرأها أحدهم في رواية مشوقة …
أتحمس جداً ، أفتح الـ (word) أبدأ بالإبحار في عالم روايتي الوليدة ! ..
سمعتُ شخصاً يتحدث عن مستقبل المرأة في مجلس الشورى ، مستقبل المرأة في المحاماة لم أجد إلا (واو) كبيرة تخرج من فمي وذكرى كونان تلوح في مخيلتي … “أكون محققة”
إنه حلم مصغر لحلمي الطفولي العظيم “طبيبة شرعية < بتاع تشريح الجثث =q”
كبرتُ وصغُر حلمي تدريجياً فأصبح مجرد محققة في القضايا ، أو ربما محامية
تتأكد رغبتي في المحاماة كلما تنبأ شخص ما بمستقبلي كمحامية نسبة إلى مظهري الخارجي الداعي لذلك “بحسب تعبيرهم”
المغامرة ، كشف الغموض وفك الألغاز ، مساعدة الناس .. “كونان حقيقي باختصار”.. كلها أشياء لأجلها أحببتُ القانون !
مطرقة طرقت رأسي تتسأل :
( نون أنتِ تبين تصيرين تاجرة ، ولا معلمة ، ولا كاتبة ولا محامية …. )
صمتت المطرقة قليلاً ثم أردفت : .. ( ولا مصممة ورسامة ) !!
التصميم / الرسم !
هدفي وعمري وكُلي ضاع بين أهداف أخرى 😦
من هنا جائت فكرة ( وحدانية الهدف )
التي لم أخترعها أنا وإنما تبنيتها مؤخراً ..
الطمع ، والفرص الخداعة … هما اللتان تجعلان تشتيت الهدف الأساسي في الحياة من أسهل ما يكون ..
إنني أحلم بالحصول على كل شيء ، ولذا أجد يداي في النهاية خاليتا الوفاض من كل شيء !
قد تكون رسام لديك حلمك المتعلق بالرسم ويهاتفك مستثمر بطريقة ما يرجوك الدخول في عالم التجارة ، تبدو فرصة مذهلة وبالغالب أنت ستأكل الطُعم وتضيع عن هدفك الأول
تلك هي الفرص الخداعة ..
في بداية حياتك ، رسخ أركانك على هدف واحد .. تمكن منه ، احترفه … ثم إذا ما حققتَ هدفك واعترف بكَ ، وعُرفت به .. حينها اتبع من قال ( من كل بحر قطرة ) ! وتخير لو تكمل مشوار حياتك بهدف واحد فقط لكنك تحترفه بشكل لا يجاريك به أحد ، حتى إذا ما أراد الناس ذكر ذلك الهدف بحديث عابر تجدهم أرفقوا اسمك بجواره !

أو أن تقف إلى هذا الحد لتبدأ بهدف جديد وعالم جديد
النبيه الذي سيسألني : طيب ليش أنتِ تكتبين الحين ! أحييه أولاً ثم أعود لإدراج ( من كل بحر قطرة ) هنا من جديد …
لأن الكتابة التي تقرأونها الآن هواية لم أخصص لها وقتاً ولا خطة .. إنها فقط شيء أحبه ..
لذا تستطيع أن تدرج ما تحب كهواية لا تأخذ وقتاً من هدفك الأساسي وهذا ما فعلتُ مع الكتابة .. فافعل أنتَ مثلي لو أردت
أتسائل هل لقوله : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) علاقة بوحدانية الهدف ؟
والآية الأخرى التي تستحق التأمل هي قوله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فالهدف الأولي لوجودنا في هذه الحياة أوجزهـا الله في هدف واحد فقط : العبادة .
في المشاهير والنجوم خير برهان لصحة ما قلته آنفاً :
أحمد ديدات > داعية للإسلام فقط .
مشاهير كرة القدم > لاعبوا كرة قدم فقط .
عبدالرحمن العشماوي > شاعر فقط .
إبراهيم الفقي “الله يرحمه” > مدرب فقط
فيصل القاسم > مذيع فقط
فهد الأحمدي > كاتب فقط “هذا ما أكده هو بنفسه في برنامج (في الصميم) إذ قال أنا كاتب متفرغ للكتابة فقط”
عبدالله الربيعة > فاصل توائم فقط ” وهنا نرى جهل المسؤولين بأن إلمام هذا الرجل في فصل التوائم لا يعني إلمامه بإدارة وزارة ، ولكن السؤال الذي يشغلني الآن بعيداً عن حال الوزارة المأساوي : هل تعيينه كوزير تسبب في زيادة تركيزه على مهنته الأولى أم تشتتيه عنها ؟! ، لا تكترثوا سؤالي طفولي معروف الإجابة .
تعالوا معي نستذكر نجوماً عُرفوا بأكثر من مهنة ؟! هل من أحد ؟!
قلتُ عرفوا أعني اشتهروا ، فهناك فرق بين هدف حياتي طبيعي وهدف أساسي
مثل أن يكون الشخص معلم وشاعر بنفس الوقت لأنه في نهاية المطاف ( الشعر ما يوكل عيش ! ) ، شخصياً أرى أن عشق الشيء لحد الثمالة “يوكل عيش كشخة بعد” ، بمعنى أن العاشق جداً سيوجد مهنة مستقلة لما يعشق بأي طريقة كانت .
أو قد يكونوا قد عُـرفوا واشتهروا بمجال واحد ، ثم بدأوا بمجال جديد .. ولكن الفكرة الأهم أنهم لم يشتهروا بشيئين في وقت واحد . أبداً !
آه ، أبقى أنا نون لم أوجد للتجارة ولا لتعليم الأطفال ، ولا أن أكون كاتبة أو محامية ..
ولا أن أدرس اللغة الفرنسية كتخصص أساسي في الجامعة ، لأجل ذلك كتبتُ هذه التدوينة إلي أولاً ! ..
علي أتعظ ، وأوحد حلمي ..
ولا أن أدرس اللغة الفرنسية كتخصص أساسي في الجامعة ، لأجل ذلك كتبتُ هذه التدوينة إلي أولاً ! ..
علي أتعظ ، وأوحد حلمي ..
ربما يشاء الله أن أحيد عن هدفي صوب هدف آخر ، من يعلم
أرجو أن أكون وفقت في طرح فكرتي / كل الشكر . نون

فعلا كلامك واقعي .. وانا مازلت امر فيه واعاني احيانا عشان ألاقي نفسي.
اسأل الله ان يختر لنا الخير أينما كان وحيثما كان.
وتلاقين الدنيا تمشي وأنتِ ما ثبتي في مكان محدد ..
المسألة محتاجة صرامة …. وإصرار ..
آمين ، سعيدة بريم الفرنسية =*
التشتتْ نتيجة حتمية لعدم حزم الأمور مع ذواتنا فنضل نتأرجح بين ما نريدّ حقاً وما نحب ,,
لا أكتبْ هذا نافية عن نفسي هذا التأرجح ولكن { تأديباً لها }
تتلفتينْ لـ تجدي كلاً قد زرع له هدف فحصده نجاح وثقة تميزوأمل
وتجدين نفسك قد قمتي برمي الأهداف يمنه ويسره فلا يثمر ذلك إلا المزيد من الفراغ الذي يملأ يديكِ .
بصدق أتمنى لكِ التوفيق في خطوة رائعة كهذه لكن على الضفاف الأخرى أشتاق لما أقرأه هنا صدقاً =(
وماذا عن غازي القصيبي كاتب وشاعر ووزير
لا مانع مما نتقن ومانحب
لكن بالطبع ليس كل شيء