/home/wpcom/public_html/wp-content/blogs.dir/eac/21422323/files/2015/01/img_1924.jpg

تبًا! إنني حزينةٌ مجددًا!

للتو أيقنتُ بأننا شعبٌ متعدد الوجوه ..
السبب صغيرٌ جدًا ..
إننا لا نقبل الآخرين على حقيقتهم التي تخالف
ديننا أو عاداتنا أو ما درسناه سلفًا
وفي إطارٍ اجتماعيّ :
فمبادئ الكبار تُعمم على الجميع
إنني أتسائل بحزنٍ جريء :
كم وجهًا أمتلكُ حتى هذه اللحظة …. !

قريبتي تمتلك حسابًا انستجراميًا مهجورًا
وضعتني فيه أنـا وبقية العائلة مُدعيّة بذلك أنه حسابها الوحيد وضعت به القليل من الصور العادية (وجه رقم ١)

بالصدفة وعن طريق إحدى الزميلات علمتُ أنها تمتلك حسابًا آخر يُحدّث بشكل دوريّ
تضع فيه صورًا لها وهي بكامل زينتها (وجه رقم٢)

أنـا لن ألومها ولكن الآخرين سيفعلون .
لن يتقبلوا فكرةً تُخالف مبادئهم وستُحارب مليًا
وإن لم تتبُ عن ذلك فلربما خوصمت وهُجرت
أو أصبحت محل استصغارٍ من الآخرين في أقل الاحتمالات
حتى لو لم يتحدثوا ، عيونهم وقلوبهم تقوم بالمهمة

لأجل ذلك تكثّرت أقنعتنا ولم نعد نعرف بعضنا حق المعرفة … أصبحنا ندعّي شيئًا في حين أننا نفعل شيئًا آخر .

انتمائنا المقيت لاسمٍ أو قبيلةٍ أو منطقةٍ أو منصب ، تُحتم علينا التصرف وفقًا لما يتوقعه الناس منا في ذلك المكان .. ولأننا نقدّس القيل والقال تكثرنـا وتكثرت أقنعتنا .

من جانب آخر يصعب على قلوبنا أن تتسع لمحبة الجميع ، ولتقبل الجميع على اختلافاتهم ..
نحنُ لسنا ملائكةً ولن نكون ، فمن الذي أبـاح لنا الحكم على الآخـرين وتقييمهم ؟
من أقرّ بصحة المعايير التي نمتلكها والتي أباحت لنا تصنيف الآخرين وفقًا لها ؟
من أوهمنا أن الله اصطفانا وأن الجنةَ -قطعًا- لنا ؟

نحن متغطرسون بطريقةٍ ملتويةٍ عجيبة .

تكمن غطرستنا في أننـا نتغافل عن الأمثلة الدينية التي تؤكد استقلالية الإنسان فكرًا ودينًا وأن الحساب يوم الحساب لن يكون على هيئة جماعية البتة ، ذلك لأننا لا نزال نخشى دائمًا من لمز الآخرين لنا فيما لو شذّ فردٌ من الجماعة عن الطريق الاعتياديّ المرسوم لكل فردٍ في هذه الجماعة ورغم أن لنا في نوح وابنه أسوةٌ وعبرة إلا أننا لا نزال نصرّ أن تقيّد الفرد بجماعته ، ونستنكر استقلاليته ، فمن أجل الهجمات النفسية و المادية التي ستواجه الفرد حين خروجه عن الطريق المرسوم يختار الفرد أن يرتدي قناعًا وهميًا مليئًا بالهدوء والسلام يجعل منه نسخةً من غيره تتوافق مع معايير الجماعة .

وكنتيجةٍ طبيعية لما يحدث ، أصبحنا منافقين بامتياز !
لأن النفاقَ هو الطريق الأسلم الوحيد الذي يضمن لنا أن تكون المياه في مجاريهٓا

بوسع الأقوياء أن يتخلصوا من أقنعتهم ويُـظهروا وجههم الحقيقيّ الوحيد ، ولكن هذه القوة تحتاج إلى نُضجٍ وأركانٍ راسخةٍ من شأنها أن تُجبر الآخرين على تقبل حقيقتهم أيًا كانت .
بلا فخرٍ أنـا لستُ قويةً بما يكفي للمواجهة
ولا أسعى للمواجهة التي تتعارض كثيرًا مع حدائق السلام في داخلي
سوا أنني أشعر أنني لم أجد ذاتي اللامعةَ بعد
فما أن أجدها > ستُحرق كل الأقنعة .

إنني أشتاقُ إلى الحقيقة … يؤسفني أن أقضي سنينًا طويلة مع أشخاصٍ مقنّعين .. وإذا ما كنتُ أشاركهم قناعي أنـا الأخرى فيحزنني أن الذي كان بيننا وإن كان عمرًا طويلًا وجميلًا هو لا يعدو كونه مجموعةً من الأوهام.

تسائل معي لماذا نحب الحديث مع الغرباء وما سر الراحة التي تنساق إلينا حينها ؟ ..

الكثير منا لا يرحبون بالحقيقة ! وإن ادعّوا عكس ذلك
ربما هذا ما زاد من شعبية الأقنعة هذه الأيام

جرب أن تقول لشخص ما : أنـا لا أحبك ! أو لا أظن أنك جذّابٌ بما يكفي ..

اقتلني إن رحب بصدقك! 

هل سيستمر الود بينكما ؟ 

حسنًا ، جرب أن تخبره شيئًا لا يخصه ولا يضره . مثلًا حدثه عن رأيك الشاذ اجتماعيًا في مساءلةٍ ما ، حدثه عن سوءك وأخلاقك الفاسدة  .

 بالتأكيد أنت لا نتنظر خيرًا منه بعد اعترافٍ كهذا!

 

لذلك وكاستكمال للسلام والهدوء والألفة فيما بيننا نختار أن نخفي الحقيقة أحيانًا!

أحب مدونتي رغم كل شيء لأنني أمتلكُ وجهًا واحدًا فيها ! وما يؤكد ذلك .. أن تدوينة كهذه لن أرسلها لكل الأشخاص المضافين في قائمة الأرقام لديّ لأن كثيرًا منهم لا يعرفون وجهي الحقيقيّ ولا يرحبون به . لذلك أنا سعيدة ومرتاحة لأن الكثير منهم لا يعلمون أمر امتلاكي لمدونة جميلةٍ كهذه . أخبرتكم أنا لستُ قويةً بعد ! كما أن حياتهم لن تقف على مدونتي – في الحقيقة –

تحيتي إلى أولئك الذين استطاعوا الوصول إلى وجهي الحقيقيّ الوحيد

بالتأكيد أنتم بيتزا حـياتي وأنـا أحبكم ولن أفرّط بكم
يكفي أنكم تحبونني أنـا كما أنـا ، لذا سأحرص على التشبث بكم ما حييت !

4 تعليقات

  1. أفاتار alkhulod alkhulod كتب:

    مساء الخير نوره ، أو المنجزة نون كما عرفتها في ٢٠١١
    بعيدا عن الوجوه وأقنعتها اللا محدوده ، أنا هنا سعيدة بك :”
    سعيدة بوجودك الى هذا اليوم في المدونة ، بعد أن تمت الهجرة الجماعية إلى مواقع التواصل الاجتماعيه !
    تلك اللتي اجتاحت الأرض .. أحنت الرقاب والظهور ، وأعمت العيون والقلوب .

    اليوم احتجت ساعة بأكملها لأحاول استرجاع الرقم السري لمدونتي بعد أن هجرتها لأكثر من عامين .
    وصرت كمن قال : ” أضعت في عرض الصحراء قافلتي ” بإختلاف ما أضعته p:
    أبحث عن الأصدقاء القدامى ، رفقاء الحرف والفكر لذالك الزمان الجميل :”
    لم أجد سوى أيقونات تدل عليهم في تويتر وانسجرام ، لاحقتهم الى هناك لأجد أن البعض زين بنصرة بخاتم الزواج والبعض احتفل بتخرجه الجامعي ، والاخرين لم أعرفهم كما عرفتهم فيما سبق ..
    عدت لأقرأ كل ما كتبت وكل تعليقات الأصدقاء القُدامى ، شي في النفس كان يتمنى صُحبتهم الى آخر العمر
    كان يتمنى حضور حفل تخرجهم .. يوم زواجهم .. ساعات أفراحهم وأحزانهم ، كانوا الأفضل والأصدق في كل هذا الزيف :””””(
    أجد نفسي الان بـ : ” كل جرح قارب البُرء صحى ” : (

    لكن تدوينتك هنا كالمعجزة في ٢٠١٥ !
    سرحت بتاريخ كتابة التدوينة لأتأكد من صحة التاريخ !
    ايييييه .. من معيد للفؤاد المتعب ذكريات من زمان طيب :”(

    أصدقاء ما قبل الهجرة ، هيهات أن يأتي الزمان بمثلكم .. إن الزمان بمثلكم لبخيل .

    شكراً لك نون .
    كنت كمن يتمسك بأرضه رغم الدمار ، وفعلت وأحسنت الفعل .
    لحسن الحظ أنك في هذا العالم ، كما يقولها الفرنجة :*

    *على الهامش :
    البيتزاء هي الأفضل 🙂

    1. أفاتار نّونْ نّونْ كتب:

      مررت من هنا لاسترجع بعض من بقايا ذكرياتي في التدوين ، لأجد من ترجم ما في عقلي مسبقاً =) .
      شكراً لكم جميعاً . .

  2. أفاتار سحر سحر كتب:

    جميل جدا وصفك لسلام الروحي بحديقة 🌸
    اصحاب الاقنعه ياصديقتي يمتلكون مساحات من الاراضي البور ..
    افتخر بحبك.. وبمعرفتي بسرك الصغير هذا 💌
    جميله انت يانوره ..
    احب دواخلك💕

  3. أفاتار Hessa Alghunaim Hessa Alghunaim كتب:

    طالما أنني وصلت إلى هذا المكان فحقٌ علي أن أترك أثر إعجابي الكبير ماشاءالله بهذا المخزون الوجيه الذي بداخلك، لكن اعلمي ياذات النون أن من يرتدي الأقنعة له أسبابه الخاصة، فالبعض يرتديه تمثيلًا وخبثًا، والآخر يرتديه ليس ضعفًا أو نفاقًا، هو يعلم مابداخله ولكن ليسلم من رصاصات الألسن المحيطة به كما ذكرتي، فالله هو الواحد سبحانه من يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور. 💙💙

    سُعدت جدًا بقراءة المدونة✋

اترك رداً على سحر إلغاء الرد