أقرر أن أحب

أخبر أختي بقراري الجديد للسنة الجديدة ، تباركني أختي ، لطالما تمنت لي أن أعيش تجربةً كهذه ..

لطالما اخترت تأجيل هذه التجربة (الرغبة) لأسبابٍ كثيرة تختلف باختلاف الزمان والمكان ولكنها دائمًا تشترك في أنها كانت رغبةً للهروب من واقعٍ مزعج .. والقرارات التي بُنيت بأساسٍ كالهروب هي قراراتٌ مثيرةٌ للشفقة ولا أحب الخوض فيها ..

الآن لدي واقعٌ يشبه السكر ، وأمتلك الحياة التي تمنيتها .. ولم أصنع هذا القرار هروبًا من حياةٍ ما.

أنا كنورة، وبشكلٍ روحي ، أقرر في هذه السنة الوصول لجميع المشاعر ، أريد التعرف على نفسي أكثر .. كيف أحب ؟ وماذا أحب ؟ وما هي طريقتي في الحب ؟

والأهم من كل ذلك ، كيف سأكتب عن الحب ؟

هناك سقف مشاعرٍ في حياتي لم ألمسه بعد ، هكذا أشعر .. هل يجب أن أتوقف عن الشعور بقدسية مشاعر الحب ؟ أريد أن أعيشها بشكلٍ طائشٍ وبدون استعداد وأدرك أنني سأندم في نهاية المطاف ، ولكني بملئ إرادتي أختار ذلك ..

“أسهل طريقة للخروج هي الدخول ”

تعيش هذه الحكمة في عقلي منذ سنة أو يزيد ، لا أستطيع الفرار من معناها العميق الذي يتلخص في أن تجربة الشيء هي الطريقة الأسهل للخلاص منه .. وأنا أختار أن أحب لكي أتخطى هذه الرغبة ..

ولأنني أقرر ألا تكون بالقدسية التي رسمتها عندما كنتُ صغيرة فأنا لم أقرر بعد كيف سأخوض هذه التجربة ، ومن هو الشخص الصحيح الذي سيشاركني التجربة ، هل يجب أن يكون شخصًا صحيحًا ؟ التجارب تبيح كل الأخطاء ..

أفشل في تخمين أي الأشخاص أنسب ولكنني سأترك كل شيءٍ للقدر ، بدوري أنا سأخفض من مستوى حدودي التي أضعها دائمًا للشخص الذي أمامي والتي تحول دون نشوء أي علاقة ..

سأخفف من حدتي الجارحة ، سأبدأ بشكل جاد في التوقف عن رفض الأشخاص والترحيب بالمبادرات والعروض …

هل سيكون الموضوع أشبه بعرض عمل ؟ عرض/طلب/تفاوض ؟ لا أستبعد أي شيءٍ من عقلك الغريب

أنتِ صغيرةٌ في الحب و لم تستوعبي حتى الآن جمالية أن يكون الحب حدثًا مفاجئًا وبدون تخطيط ..

ولكنني سأسمح لكِ بالتصرف بكامل الحرية وبالشكل الذي ترينه مناسبًا ، و لتحدث لكِ الأيام ما تشاء ..

أنتِ خائفة وسيبدو الخوف طبيعيًا لأي تجربةٍ جديدةٍ في الحياة ولكنني أريدكِ أن توقفي نهر الوساوس الذي يحصل لكِ في بداية كل علاقة ، لأنكِ أصبحتي تدركين أن الطيور على أشكالها تقع ، وأن الله يسخر للطيبين أشباههم ..

بدوري أنا ، لن أحمل سوى المشاعر الطيبة له ولكنني سأكون أنانيةً ربما ، لأن لي أهدافًا قد لا تتفق مع الطرف الآخر من هذه التجربة

يُخيل لي مؤخرًا أن النضج يتجزأ ، وما في داخلي من صفاتٍ ومشاعر هي عبارةٌ عن أشخاصٍ متعددين ، فمثلًا نورة “صاحبة الوعي الروحي” عمرها يفوق الأربعين سنة

نورة “الكاتبة” عمرها في نهاية العشرين

أما نورة “في الحب” لا تزال طفلةً ، وهذا يزعجني .. ويجعلني أرغب أن أحظى بتجربةٍ عاطفية تزيد من عمر نورة في الحب ..

سيبدأ الكون يختبر جدية قراري هذا ، وأنا لا أدري هل أنا مستعدةٌ للاختبار أم لا ..

الكثير من آرائي يسهل تبدلها كشربة ماء ، ورغم أنني سألتُ نفسي مئة مرةً عن صحة قراري ولكنني لا أستبعد أن أستيقظ بالغد وقد قررت تأجيل التجربة ، ولن ألوم نفسي بذلك لأنني أدرك تمامًا أعقابها المتعبة وعلى جميع الأصعدة .. الأمر يشبه النار التي تسير إليها باختيارك ..

لا أمتلك نظرةً بعيدة المدى وأجهل كثيرًا من تبعات هذا القرار ولكن يسرها لي يالله إن كانت ستسعدني وتطور من روحي …

ثم ، الأمان والسلام لقلبي أينما حل

تعليق 1

  1. أفاتار ثبات ثَبَاتْ كتب:

    مهما كانت صعوبة التجربة نورا إلاّ أنها ستزيدك حتماً بالخبرة والغوص في عُمق الشعور والطُرق سواء كانت المُظلمة أم المُزدحمة بالنُّور الذي لا حَد له.
    لكن هذا ليس قرار عليك إتخاذه
    بل فرض يقع عليك دون إرادةٍ منك🙏🏻

اترك رداً على ثَبَاتْ إلغاء الرد