يحدث في حياتي الكثير هذه الأيام
الآن أنا في طريقي للعودة إلى الوطن ، إلى منزلي وماما وقطتي …
لمن أكن أرغب بالعودة ، شعرتُ بعد قضائي شهرين في أمريكا بأنني لا أمتلك جذورًا حقيقية في الرياض ، شعرتُ بأن كل شيءٍ أعيشه ليس حقيقيًا ولا عميقًا بما يكفي … وربما هذه المشاعر جائتني لاحقًا بعد تجاربي الروحية الأخيرة في أمريكا ، ربما كان من شأن هذه التجارب أن تنقلني لنسخةٍ جديدة تجعلني أشعر بأن حياتي في الرياض لم تعد تشبهني بعد الآن ..
لم أرغب بالعودة للرياض لسببين أحدهما ما ذكرته للتو والسبب الآخر لأنني لم أنتهي من تعلم النحت حتى الآن وأشعر أنني اضطررتُ للتوقف بشكلٍ مفاجئٍ … الحياة في أمريكا مريحة بشكلٍ مطلق ، على الأقل بالنسبة لي أنا .. فلا ضغوطات اجتماعية ولا أحكام ولا وجوب للتكلف في المظهر .. العلاقات بسيطة والمظاهر بسيطة ، والناس بسيطة .. خيارات الطعام الصحي عظيمة وممتازة ، وبالتأكيد العيش في منزل أختي الفاخر كان من أجمل التجارب في حياتي ، كما أن العيش “كعائلة” كان شعورًا دافئًا وأحببته … فعندما أعود من مدرسة النحت أحدث أختي وزوجها عما حصل هناك ، وعندما نخرج لتناول الطعام نخرج كعائلة ، والأهم من ذلك كله أن قلوبنا صافيةً تجاه بعضها … أعترف ؟ أحمل همًا في داخلي أنني سأعود للعيش وحدي … لم أعد أنسجم بالعيش لوحدي مع قطتي ، على الأقل هذه اللحظة … ربما لأن الشهرين التي قضيتهما في أمريكا عشتُ فردًا ضمن عائلةٍ محبة وقد كان شعورًا مريحًا …
بالأمس وفي ليلة مغادرتنا ، قررتُ تناول العشبة الروحية ، نصحني السيد جي (البيضة) بعدم تناولها ليلة السفر ، وبالتأكيد لم أسمع نصيحته ، أشعر بالندم ؟ بالتأكيد بالتأكيد !!!!!! رحلتي الروحية بالأمس كانت من أفضع الرحلات التي جربتها ، بل هي الأفضع ! … أحاول استرجاع المصطلحات التي تصف شعوري ، كانت تجربةً مروعة ، كانت مخيفة ، موحشة ، رهيبة ، أصابتني بالجنون ، كنتُ أرغب بالانتحار ، ولكن أختي كانت تقف حاجزًا عن تحقيق رغبتي تلك … قلتُ لها وأنا في منتصف نحيبي ( الانتحار للشجعان ! ) لم أكن أدرك ذلك أبدًا .. كنتُ أرى الانتحار من زاويةٍ واحدةٍ ضيقة ! أن المنتحر شخصٌ ضعيف و بائس .. ونعم هو بائس ولكنني أدرك الآن أنه شُجاع لأنه قرر ببسالة إنهاء العذاب الذي أصاب عقله …. كانت نيتي في بداية الجلسة أن أؤمن بنفسي أكثر ، كانت نيةً بسيطةً باعتقادي ، أريد تقدير نفسي وأعمالي الفنيه ، فقط .. سوا أن النبتة المعلمة قررت أن تأخذني لـ ( الحلقة الأخيرة ) وليتها من تفعل !
يالله ! مبدئيًا ما سأصفه لكم هو نقطةٌ من محيط ، وبالتأكيد المعلومة لا تعني الإدراك ، فلطالما سمعتُ أحاديثًا من الآخرين سوا أنني لم أؤمن أو أشعر بها حتى جربتها ولمستها بنفسي … لذلك سيبدو ما أقوله كلامًا عاديًا عابرًا ، أو قطعة من جنون بالنسبة لكم ..
رأيت أنني في الوجود وحدي وما أعيشه هنا في هذه الحياة هو مجرد “تمثيلية” قمتُ بصناعتها أنا بنفسي ! كل ما يحدث أو حدث من أشياء أو أشخاص في هذه الدنيا قديمًا أو الآن أو في المستقبل هم من صناعة عقلي ، لا شيء حقيقي ! كل شيءٍ وهم !! أدركتُ ذلك بالأمس وبكيتُ كما لم أبكي من قبل ! رفضتُ التصديق و أخبرتني أختي في حينها أنني أملك خيار التصديق أوالرفض ، والحقيقة هي ما أؤمن به ، وإذا ما رغبتُ بإنكار هذه المعلومة فهي ليست حقيقة بعد الآن ! .. في العمق ولوحدي اخترتُ قصتي .. اخترتُ في إعدادات المصنع (وهو شيءٌ رأيته في رحلتي) أنني اخترتُ نوعي وشكلي ، واخترتُ عائلتي وعملي واخترتُ قصة حياتي واخترتُ أحداث العالم كله وأحداث حياتي أنا شخصيًا بهذه الطريقة ، أنا الكاتب والمخرج لكل القصة … يبدو جنونًا !
رحلتي بدأت في تمام الساعة السابعة وكان من المفترض أن تنتهي في تمام الساعة الحادية عشر ، ما زادني رعبًا أنه وحتى الساعة الرابعة فجرًا لا أزال تحت تأثير النبتة ، وقد سمعتُ فيما مضى قصصًا عن أشخاصٍ ذهبوا لرحلةٍ ولم يعودوا !! وقد خفتُ أن أكون أحدهم !!! حاولتُ العودة للواقع بشتى الطرق تناولتُ الطعام ليساعدني أن أكون “قراوندد” وأعود للحياة المادية ، ولم أنجح .. لم أسمح لأختي بالنوم في غرفتها بل نامت معي وبجانبي … ولكنني وفي منتصف الليل وبعد أن نام الجميع لا أزال عالقه هناك … حاولت الاتصال بالصوت والصورة بأختي الصغيرة وكانت المنقذة ! جارتني وواستني وطمأنتني ، ولأنني شعرتُ أن النوم هو الحل الأخير للعودة للحياة المادية طلبتُ منها أن أنام وهي تشاهدني بالـ “فيس تايم” لكي أشعر بالأمان .. استطعتُ النوم وأخيرًا في تمام الساعة السادسة فجرًا ، ثم لاحقًا استيقظتُ صباحًا وذهبتُ للمطار وها أنذا في الطائرة …
نعمُ عدتُ ولكن ليس تمامًا ! لا تزال الفكرة المخيفة تلاحقني ، أنني لوحدي وأن هذه الحياة هي حلمٌ سأستيقظُ منه يومًا ما … أريد الإنكار وأحاول إيجاد طريقة منطقية لعقلي لحذف هذه الفكرة ، أريد عيش الحياة على أنها حقيقة ، وأريد الاستمتاع بالحياة بصفتها حياةً حقيقية … أريد أن يكون أحبابي أشخاصًا حقيقيون وليسوا من نسج خيالي ، أريد أن يكون عالمي حقيقيًا كما كنتُ أظن فيما مضى …
اليوم لم أعد كما كنتُ نورة ما قبل الدواء ، أشعر أن همي كبير ، وأنني خضتُ في أمرٍ يكبرني كثيرًا ، كثيرًا ! كثيرًا !!!
– تنقطع الكتابة …. ربما أعود لاحقًا للاستكمال

اكتب تعليقًا