لا يفارقني وجهك في المغسلة
تبدو نائمًا ..
قلتُ لك : أنا آسفة إني ما رديت على رسايلك ..
هل سامحتني ؟
رحل جسدك ولكن روحك أصبحت حرة في مكانٍ ما .. بالتأكيد هي ترانا .. وترى كم نحمل لك من الحب … لم تكن تستطيع رؤية هذا الحب عندما كنت على قيد الحياة … ولكنني أتمنى أن تراها بوضوحٍ الآن ..

في المغسلة، كنتُ الأكثر تماسكًا.. لا أستطيع نسيان صراخهم وبكائهم ، كنتُ أتجنب النظر لماما لأنها أصبحت كالطفل ، تكومت على نفسها وبدأت تبكي كالأطفال بنفسٍ مقطوع .. لا أستطيع فعل شيء .. تقف جانبها أختي الكبيرة وزوجة أخي .. أختي الصغيرة (صغيرتي) انهارت مفجوعة .. يؤلمني قلبي عليها .. أما بنت أختي الصغيرة والتي لم تخطط للسلام عليه وجدت نفسها في منتصف الغرفة تبكي مرعوبة و متفاجئة من هول المنظر .. لا يزال قلبي يعتصرني على أمي وهي تصرخ (يالله) (يالله) .. بدون شعورٍ مني فتحتُ آيات السكينة لعلها تنزل كالبلسم على قلبها وقلوبهم ، المفارقة العجيبة والمؤلمة أنني لطالما فتحتُ آيات السكينة ذاتها في كل مرةٍ يصنع بها أخي مشكلةً في المنزل ، آخذ أختي الصغيرة ، نصعد للأعلى ونقفل الباب على أنفسنا ، نبكي ونرتجف وأفتح لي ولها آيات السكينة ، أرفع الصوت عاليًا لكي يشتتنا عن صوت الجريمة التي تحدث بالأسفل ، يسير بنا الزمن يا أخي وبعد سنواتٍ كثيرة .. أعود وأفتح هذه الآيات بسببك مجددًا وبحضورك مجددًا ولكن هذه المرة لكي نهدئ روعنا من فقدك .. أرعبتنا حينًا وميتًا .. أبكيتنا حيًا وميتًا ..

اكتب تعليقًا