في حالة روحانية مع موسيقى الساوند ثاب *
الجمعة الخاصة بنا *
ياربي انت اعلم بحالتي وحالي، ياربي انت تعلم انني امر في اصعب قرارات حياتي واشعر ان عقلي منهك جدا من التفكير
ياربي قوني وشجعني واربط على قلبي واهدني الى الصواب والخير
كم انا ضعيفة من الداخل ، اتعامل مع هذا الموضوع المصيري بعقل طفلة … اتهرب كثيرًا ولا اريد (بل ربما لا استطيع .
استطيع ولكنني خائفة) مواجهة صوتي الداخلي .. اشعر بأن لدي وجهين وحقيقتين . على الاصح انا ارتدي (ماسك) هزيل يخالف حقيقتي .. هذا الماسك هو نورة الطفلة ، الفتاة الغير ناضجة عاطفيا ولا اجتماعيا وتخشى المواجهة وتختار الهرب ما استطاعت .. يقف خلف هذا الماسك حقيقتي .. روحي الناضجة والحكيمة والتي تعرف تماما ماذا تريد . مع الاسف ولمدة ثلاثين سنة تقودني نورة الطفلة ، ربما حان الاوان ان امسك زمام الامور واسير بالطريق كيفما اريد كسيدة شابة ناضجة ولديها عقل يوازي عمرها
نورة الطفلة التي تقود الرحلة والتي تختار كل يوم ان تلعب دور الضحية وان ترمي بكامل غضبها وعقدها على والدها وعلى ظروف المجتمع لكي ترتاح من حمل المسؤولية .. لكي تتخلص من عبء التفكير ولو حتى على سبيل الافتراض ان المشكلة بدأت منها واليها ، ربما كانت مشكلتك الرئيسية هي صفاتك التي ولدتي بها و التي تحتاج الى تحسين وتطوير
في داخلي سيدة ناضجة وحكيمة تدرك تماما ماذا تريد ولكنها مكبوتة و محبوسة في مكان ما في روحي
وها هي نورة الحقيقية الناضجة تطلب بكل رحمة من نورة الطفلة ان تنزاح على القيادة لكي يتسنى لي ان ادير حياتي واصنع قراراتي بالشكل الصحيح والذي يخدم مصلحتي ..
اريد الان ان اعمل ما في طاقتي لحل مشاكلي المشاعرية والتي من اساسها واكبرها ان مشاعري لا تزال طفلة ولا اعرف التعامل معها ، مع حياتي الفقيرة بالناس والتجارب والمشاكل الاجتماعية والفقيرة بالمشاعر الواضحة المُتقبَلة ، لا اجيد التعامل مع هذا الحدث الكبير في حياتي .
انا في ورطة. بالتأكيد انا اتخبط كثيرا ولا اعرف ماذا افعل …
هذا الحدث اراني من يقود حياتي.. لا احد سوا نورة الطفلة التي تبحث عن الاهتمام والانتباه والتي تختار من الحياة ما يدغدغ مشاعرها غير آبهة بالمنطق والعقل …
ولا عجب بأن من يحكم حياتي هي نورة الطفلة ، فكل شيء يحدث الان في حياتي هو عشوائي ومتخبط . اعني فيما يخص حياتي المهنية .
لدي احلام تخص الفن ولكنني اخططها بدون خطة انجاز حقيقية .. ولدي احلام اعلامية .. اعمل عليها ببطيء وتردد ….
لم اخذ حياتي بجدية ربما حتى هذه اللحظة .. اسير كطفلة مدللة .. تشعر بأن احدا ما خلفها سيسندها ويطبطب عليها .. ربما لأنه الشعور الازلي الذي كانت تنتظره من والديها ولكنها لم تحصل عليه .. فنقلت هذه المهمة الى الحياة … وكأنني اعاقب نفسي (او ربما والداي او ربما لا ادري) وكأنني ابحث عن عوض افتقدته منذ طفولتي و احاول ان اجعل الحياة والاشخاص من حولي يقومون بهذا العوض … لم تعودي طفلة ولن يسندك احد ولا يوجد في هذا العالم من يقوم بدور الماما او البابا .. هو شيء لم تحصلي عليه في طفولتك ولن تحصلي عليه الان .. لهذا وجب عليك اخذ حياتك بشكل جاد اكثر مما تفعلينه الان …
رغم انك دخلتي عمر الثلاثين لا تزالين متمسكة بطيش الاطفال وكأنك ربما تحاولين اثبات انكِ لا تزالين صغيرة .. لذلك تكملين التصرف بهذا الطيش …
كما تتحارب نورة الصغيرة والكبيرة … يتحارب عقلي مع قلبي ايضا هذه الايام… لقد اخبرتكم انا لستُ في احسن حالاتي .. اعيش صراعا مخيفا في داخلي تجاه هذه العلاقة ..
قلبي يعيش شعورا عميقا بالراحة والحب اما عقلي يريد ان يأخذني الى مكان اخر …..
لقد دعوت الله وبكيت في يوم عرفة ، اخبرت الله بأنني لم استطع تحمل المزيد وانني بحاجة الى مساعدته …
يارب نور طريقي… انا في امس الاوقات حاجة الى القوة والشجاعة لمواجهة الطريق …
ونعم حتى لو تألم قلبي بالتأكيد ستختار نورة الطفلة ان تتنازل بالقيادة واخيرا للسيدة الكبيرة …
ستتأذى كثيرا نورة الطفلة بل ربما حتى نورة الكبيرة لما سيحدث .. ولكن على الاكيد ان هذه التجربة ستنضجني كثيرا تجاه كل شيء في هذه الحياة ..
الان احاول طرق ابواب المساعدة من جهات مختلفة .. عدتُ للاخصائية ه ح رغم عدم رغبتي بذلك.. حاولت ترتيب رحلة الى هولندا لزيارة السيدة اماندا وتلقي الاستشفاء من خلال منتجاتها .. لكنها لم ترد على رسالتي
كما احاول التواصل مع الكوتش البريطانية التي دلتني عليها اختي ولكنها هي الاخرى لا تجيب
احاول تكثيف التأمل هذه الايام والالتزام بالنادي الرياضي ما استطعت حتى احاول لم شتاتي ..
هناك فكرة تتردد علي احيانا اقول (احس الحياة اكبر مني) بالتأكيد الطفلة نورة هي من تردد هذا الكلام ولكن لا على العكس الحياة بظروفها تأتي بناء على ما يناسبك .. ولكنك خائفة ومذعورة وترفضين النضوج …
ما سيحدث عندما تقودني نورة الناضجة انني سأتوقف عن عيش الماسك في حياتي وعلى جميع النواحي ، ستوافق داخلي مع خارجي .. على الاكيد انني عندما ارفع السماعة لارد على مكالمة والدي الاسبوعية سأخبره كم هو شخص سيء وانا اشعر بالغضب تجاهه .. على الاقل سأكون اكثر عزيمة فيما يخص صناعة المحتوى في مجالي المهني .. على الاقل سأقول لا عندنا ارغب بقول لا.. على الاقل سألحق وراء مصلحتي كما يفعل معظم البالغين .. على الاقل سأنقل حياتي من الفوضى لحياة سيدة ناجحة ومميزة .. هناك الكثير من الخير سيحدث … أعدك بذلك …..